كتب - محمد شعبان:

3 ساعات من الرعب عاشها أهالي منطقة الزرايب مركز أوسيم شمال الجيزة إثر حريق هائل التهم الأخضر واليابس، ألسنة النيران طالت البشر والحويانات والجماد، الكل سقط أمام لهيبها ليستيقظ قاطنو المنطقة على مشهد صادم، أكوام من الرماد تطبق على المكان.

الثانية صباح الجمعة فوجئ أهالي قرية البراجيل بتصاعد كثيف للأدخنة وارتفاع ألسنة النيران لأمتار كما لو أنها ستعانق السحاب لتكتسي سماء المنطقة باللونين الأحمر والأسود وسط حالة من الهلع سيطرت على الأجواء.

همَّ الجميع لكبح جماح نيران أبت ألا تمر الليلة دون وقوع خسائر فادحة. دقائق معدودة تحولت معها 'عشش الزرايب' إلى كتلة لهب، النيران التهمت الأخشاب حتى تفحمت بالكامل فضلا عن أكوام القمامة شكلت سحابة دخان.

رغم توافد سيارات الحماية المدنية -نحو 10 سيارات وخزاني مياه استراتيجيين- إلا أن سرعة الرياح صعبت مهمة رجال الإطفاء فضلا عن عشوائية مزراع تربية المواشي والخنازير ويتحول المكان بأكمله إلى كلتة لهب حتى أن كاميرات الهواتف وثقت هروب خنازير قبل نفوقها بفعل النيران الشديدة.

خطة مجابهة حاول خلالها رجال الدفاع المدني فصل مصدر النيران عن الوحدات السكنية المحيطة لكن المحاولة باءت بالفشل، وامتد الحريق إلى عقارات مجاورة مسجلا أكثر من 10 مصابين غالبيتهم حالات اختناق لولا صرخاتهم لانتهى بهم الحال جثث هامدة.

مشاهد الحسرة التي ارتسمت ملامحها على وجوه أصحاب 'الزرايب' ستبقى عالقة في الأذهان، طامة كبرى وقعت بهم قبل 48 ساعة من الموسم 'عيد الأضحى المبارك' لاسيما أن الحريق تسبب في نفوق عدد من المواشي.

مدير أمن الجيزة اللواء هشام أبو النصر حرص على معاينة موقع الحريق موجهًا بتقديم أوجه الدعم لمالكي مزارع المواشي بالتنسيق مع الجهات المعنية فضلا عن انتداب لجنة من المعمل الجنائي للمعاينة وتحديد سبب اندلاع الحريق خاصة مع تعدد الروايات بين بقايا سيجارة امتدت للأخشام والقمامة وانفجار أسطوانة غاز صغيرة.