المدينة المنورة - خالد الزايدي

افتتح معالي أمين منطقة المدينة المنورة، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة، المهندس فهد بن محمد البليهشي، فعالية خاصة بعنوان: “العمل محليًا وتسريع النمو عالميًا: تعزيز الحلول الشاملة القائمة على البيانات والأدلة لتوطين أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية”، والتي نظمتها الهيئة بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة - فرع الشرق الأوسط وغرب آسيا، ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، والمجلس العالمي لبيانات المدن، وذلك ضمن برنامج المنتدى السياسي رفيع المستوى لأهداف التنمية المستدامة 2025.

وأكد معالي أمين المنطقة في كلمته الافتتاحية أن المدن تتحمّل مسؤولية تنفيذ 65٪ من أهداف التنمية المستدامة عبر الجهود المحلية، ويُعَدّ توفر البيانات الحضرية وجودتها من أهم التحديات التي تواجه المدن في رحلتها لتحقيق ذلك، مشيرًا إلى أهمية فهم واختيار الأطر العالمية التي تُوجّه التنمية المحلية المستدامة والتي تُعَدّ عاملًا مهمًا لتمكين المدن في تحديد أولوياتها.

واستعرض معاليه تقريرين ضمن سلسلة إصدارات هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، وهما: “أطلس حالة التنمية المستدامة بأحياء المدينة المنورة” و“مرونة المدينة نحو مستقبل صامد ضد المخاطر”، واللذان يأتيان في إطار سعي الهيئة لدعم صناعة القرار في سياق التنمية المستدامة، بدعم وتمكين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس مجلس هيئة تطوير المنطقة، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

إثر ذلك، بدأت الجلسة الحوارية للفعالية التي أُقيمت بعنوان: “الأطر العالمية التي تُوجّه التنمية الحضرية المحلية المستدامة والمرِنة”، بمشاركة الدكتورة باتريشيا مكآرني، رئيسة المجلس العالمي لبيانات المدن، والدكتور روبرت إندقوا، المدير التنفيذي لتحليل البيانات ببرنامج موئل الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، والسيدة توني شاي فريكلتون، رئيسة مكتب الاتصال في نيويورك لمكتب الأمم المتحدة للحد من المخاطر. واستعرض المتحدثون الأطر العالمية التي تمكّن المدن من اتباع المعايير في جمع وتحليل البيانات لتوجيه التنمية المستدامة على المستوى المحلي إلى المسار الصحيح.

كما شملت الفعالية تنظيم حوار فكري بعنوان: “إيجاد القيمة للمدن عبر التوجّهات المبنية على البيانات”، بمشاركة المهندس عبدالرحمن إبراهيم، المدير التنفيذي للبيانات والابتكار بهيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، والدكتورة سكينة نصراوي، رئيسة محفظة التنمية الحضرية المستدامة بلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا. واستعرض الحوار تحدّي توفّر البيانات المحلية للمدن وموثوقيتها، وكيفية ترجمة تلك البيانات إلى رؤى تدعم صنع السياسات التنموية القائمة على الأدلة، بالإضافة إلى استعراض تجارب المدن العربية الرائدة في هذا المجال.

وفي ذات السياق، استعرضت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة خلال الفعالية تقريرين يُقدّمان تحليلًا متوازنًا للتنمية المستدامة من منظور محلّي على مستوى الأحياء من جهة، ومن منظور الاستعداد لصدّ المخاطر من جهة أخرى، وذلك ضمن الإطار العام لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030. وقدّم المهندس فايز آل صايل، مدير عام المرصد الحضري ومركز المعلومات الجيومكانية بالهيئة، عرضًا عن إصدار “أطلس حالة التنمية المستدامة بأحياء المدينة المنورة”، والذي يُعَدّ الأول من نوعه عالميًا في تحليل أهداف التنمية المستدامة على مستوى الأحياء. كما قدّم الدكتور عصام حلواني، مدير عام مركز دعم القرار بالهيئة، عرضًا عن “تقرير مرونة المدينة المنورة”، الذي يُحلّل قدرة المدينة المنورة على الصمود وحماية مكتسبات التنمية من المخاطر والكوارث.

يُذكر أن تنظيم الهيئة لهذه الفعالية يأتي ضمن جهود المملكة لدعم برنامج المنتدى السياسي رفيع المستوى لعام 2025، والمتمحور حول تعزيز الحلول المستدامة والشاملة القائمة على العلم والأدلة لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة، وتأكيدًا على ريادة المدينة المنورة محليًا وعالميًا في مفهوم توطين أهداف التنمية المستدامة.