تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط خلال الساعات الأخيرة، بعد هجمات إيران الصاروخية على قاعدة العديد الجوية في قطر، ردًا على ضربات أمريكية استهدفت مواقع نووية إيرانية، ويعكف المراقبون على نقاش مهم من أجل تقييم ما إذا كانت إيران ستستمر في استهداف القواعد الأمريكية، مع النظر في خياراتها البديلة مثل إغلاق مضيق هرمز.

شهد اليوم الاثنين، الموافق 23 يونيو 2025، في تمام الساعة 11:02 مساءً بتوقيت شرق أوروبا الصيفي، إطلاق إيران صواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى على قاعدة العديد في قطر، وهي أكبر قاعدة جوية أمريكية بالمنطقة. وأكدت قناة فرانس 24 أن قطر اعترضت الصواريخ دون إصابات، بينما ذكرت صحيفة 'وول ستريت جورنال أن إيران أبلغت قطر مسبقًا، مما سمح بإخلاء القاعدة وإغلاق المجال الجوي في الدولة الخليجية.

وأصدرت السفارة الأمريكية في الدوحة تحذيرًا للمواطنين بالبقاء في أماكن آمنة، وأدت الأحداث إلى إغلاق المجال الجوي في الكويت والبحرين، ولكن أشارت القناة الإخبارية الفرنسية إلى إعادة فتحه لاحقًا، وبادرت إيران لتأكيد أن الهجوم لم يستهدف قطر، وأشار مسؤول إيراني كبير إلى استمرار الانتقام، لكنه أبدى استعدادًا للتفاوض إذا توقفت الهجمات الأمريكية والإسرائيلية.

هجمات رمزية: وصف المحلل السياسي ريتشارد إنجل بشبكة 'إن بي سي' الإخبارية الأمريكية الهجوم على قاعدة العديد بأنه 'رمزي'، نظرًا لعدم وقوع أضرار أو إصابات، مما يشير إلى رغبة إيران في إظهار القوة دون تصعيد مباشر.

هجمات عبر الوكلاء: أشارت صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن وكلاء إيران قد يستهدفون قواعد أمريكية في العراق وسوريا، كما حدث في أكثر من 250 هجومًا سابقًا.

توقعات الولايات المتحدة: نقلت رويترز عن مسؤولين أمريكيين أن هجمات إيرانية إضافية محتملة، لكن التوقيت غير مؤكد.

وأكد مسؤول عسكري أمريكي أن قاعدة العديد لم تتأثر، ولم تُرصد هجمات على قواعد أخرى، وفقًا لوول ستريت جورنال.

خيارات رد إيراني بديلة

تدرس إيران إغلاق مضيق هرمز، الممر الحيوي لخمس صادرات النفط والغاز العالمية. وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، وقد يرفع هذا أسعار النفط إلى 120 دولارًا للبرميل، لكن التداعيات قد تضر إيران، التي يعتمد اقتصادها على صادرات النفط. وفي رد فعل فوري، سجلت أسعار النفط انخفاضًا بنسبة 8.46% إلى 67.59 دولارًا للبرميل ما يعكس عدم توقع الأسواق لإغلاق فوري، وفقًا لوول ستريت جورنال، ورجح أندرياس كريج، الباحث بكينجز كوليدج في لندن أن إيران قد تفضل هجمات سيبرانية أو عبر وكلاء لتجنب عزل نفسها عن دول الخليج، وقالت الصحيفة إن واشنطن كانت على علم بالهجوم، مما سمح بإخلاء القاعدة الجوية، وقدمت نيويورك تايمز تحليلات تشير إلى محدودية قدرات إيران، ولكن بعض الخبراء ركزوا على احتمال وقوع هجمات إضافية، ومن ذلك أشارت صحيفة 'إل موندو' الإسبانية إلى تهديدات إيرانية جديدة بتكثيف الهجمات.

وأدانت قطر والسعودية الهجوم، بينما أشار إغلاق المجال الجوي في الكويت والبحرين إلى تأثير الأزمة على دول الخليج، وتشير الأدلة إلى أن إيران قد تستهدف قواعد أمريكية إضافية عبر وكلائها، لكن الهجوم الرمزي على قطر يشير إلى تصعيد محدود. ولا يزال إغلاق مضيق هرمز خيار محتمل ولا يخلو من المخاطر بسبب التداعيات الاقتصادية.

أما إذا خرجت ضربات القواعد الأمريكية التي وقعت الاثنين عن نطاق الرمزية، فقد تستهدف إيران قواعد عسكرية أمريكية إضافية في الشرق الأوسط ردًا على التوترات الأخيرة، تشمل قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات (جنوب العاصمة أبوظبي)، وقاعدة الأسد الجوية في العراق (الأنبار)، ونشاط الدعم البحري في البحرين (المنامة)، علاوة على معسكر عريفجان في الكويت (55 كم من الحدود العراقية)، وقاعدة إنجرليك الجوية في تركيا (أضنة)، التي تستضيف قوات الناتو وقنابل نووية تكتيكية.

وكان تليفزيون 'برس تي في' الإيراني قد أكد أن إيران تُعتبر هذه القواعد أهدافًا مشروعة إذا استُخدمت ضدها، خاصة إنجرليك التي شهدت تنبيهًا صاروخيًا خاطئًا قبل يومين، أي في 21 يونيو 2025 وفقًا لصحيفة 'يواسيان تايمز' التي لفتت إلى أن القواعد مجهزة بأنظمة دفاعية، لكن قربها من إيران يزيد من مخاطر الهجمات الصاروخية أو عبر الوكلاء.