متابعات- نبض السودان

كشف مركز جامعة ييل للأبحاث الإنسانية عن رصد تحركات عسكرية خطيرة في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، حيث أظهرت صور أقمار صناعية التقطت اليوم الاثنين 29 سبتمبر 2025 وجود 43 طائرة مسيرة انتحارية بعيدة المدى من طراز “شاهد” الإيرانية جاهزة للإطلاق، في مؤشر واضح على هجوم وشيك يستهدف العاصمة الخرطوم ومدن شمال ووسط السودان وصولًا إلى بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة.

تصاعد القدرات التشغيلية خلال 72 ساعة

أوضحت بيانات المركز أن عدد منصات الإطلاق ارتفع بشكل مقلق من 16 منصة في 26 سبتمبر إلى 36 منصة في 29 سبتمبر، ما يعكس تصعيدًا سريعًا في القدرات العملياتية للتمرد. وأكد أن هذا الحشد يمثل خطرًا مباشرًا على المدنيين والبنية التحتية وخطوط إمداد المساعدات الإنسانية، مع احتمال استهداف الموانئ والمطارات والمرافق اللوجستية ومناطق الكثافة السكانية.

انطلاق 16 مسيّرة باتجاه الشرق

شهود عيان في نيالا أكدوا أن 16 طائرة مسيّرة بالفعل انطلقت من مطار المدينة عند العاشرة مساء الاثنين، واتجهت شرقًا، مرجحين أن يكون مسارها نحو أم درمان والخرطوم والنيل الأبيض، وسط مخاوف من موجات متتابعة من الهجمات.

تحذيرات عسكرية واستنفار جوي

خبراء عسكريون دعوا الجيش السوداني إلى رفع درجة الاستعداد القصوى وتكثيف المراقبة الجوية والدفاعات المضادة، محذرين من أن الأهداف المرجحة تشمل محطات الكهرباء والمياه، مطار الخرطوم، والمواقع العسكرية الحيوية، إضافة إلى المرافق المدنية الحساسة.

خلفيات مرتبطة بالضربة على شرق الفاشر

مصدر عسكري أوضح أن هذه التحركات جاءت عقب مقتل ضباط إماراتيين وفنيين أجانب كانوا يديرون منظومة الدفاع الجوي في منطقة “جقو جقو” شرق الفاشر قبل يومين، حيث تمكن الجيش السوداني من تدمير المنظومة بالكامل. وأشار المصدر إلى أن الهجوم المتوقع قد يكون ردًا انتقاميًا إماراتيًا عبر استخدام المسيرات في سيناريو مشابه لهجمات بورتسودان في مايو الماضي، والتي تسببت في تدمير مستودعات الوقود ومحطات الكهرباء.

هجمات متكررة من نيالا على الخرطوم

ليست هذه المرة الأولى التي تنطلق فيها المسيّرات من نيالا، ففي 12 سبتمبر الجاري شن التمرد 18 هجومًا انتحاريًا بطائرات مسيرة على العاصمة الخرطوم استهدفت محطات الكهرباء والطاقة ومواقع عسكرية حيوية في مدن العاصمة الثلاث (أمدرمان – بحري – الخرطوم). كما أظهرت صور التقطها مختبر ييل في 6 مايو 2025 – وتحققت منها وكالة رويترز – وجود 13 طائرة مسيرة طراز “دلتا وينغ” إلى جانب 16 منصة إطلاق قرب مطار نيالا.

خطر يتوسع على المدنيين والبنية التحتية

يرى محللون أن تزايد الاعتماد على المسيّرات الإيرانية الصنع من قبل التمرد يمثل تهديدًا استراتيجيًا يضع السودان أمام معادلة صعبة، إذ بات المدنيون والبنية التحتية الحيوية في مرمى الاستهداف المتكرر، ما يفرض على القيادة العسكرية السودانية الإسراع في تعزيز شبكات الدفاع الجوي وتحقيق توازن ردع حقيق