عقد المجلس الانتقالي الجنوبي، مساء الخميس، اجتماعاً موسعاً جمع هيئة رئاسة المجلس والأمانة العامة، برئاسة اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.

ونقل الموقع الرسمي للمجلس عن مصادر مسؤولة أن الاجتماع شهد استعراضاً شاملاً لأبرز المستجدات السياسية والاقتصادية والإنسانية في محافظات الجنوب، في خطوة تهدف إلى تعزيز التنسيق بين مختلف مؤسسات السلطة.

في بُنية الاجتماع الرئيسية، تناول المشاركون بالبحث والنقاش الوضع الخدمي المتأزم في عدد من محافظات الجنوب، وخصوصاً في العاصمة عدن.

واستعرض المجلس الجهود المبذولة لدعم السلطات المركزية والمحلية بهدف تحسين الخدمات الأساسية وتخفيف المعاناة اليومية التي يواجهها المواطنون.

ويأتي هذا التركيز على الخدمات في وقت تتصاعد فيه حدة الشكاوى الشعبية من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، ونقص المياه الصالحة للشرب، وتدهور القطاع الصحي، وهي تحديات تُعتبر اختباراً حقيقياً لقدرة المؤسسات على إدارة الملفات الداخلية وتقديم الدعم للمواطنين.

أكدت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، خلال الاجتماع، على تقديرها الكبير للدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في دعم مسار التعافي الاقتصادي والاستقرار في اليمن.

وجاء التركيز بشكل خاص على المنحة الإماراتية الأخيرة البالغة قيمتها مليار دولار، والمخصصة لإعادة تأهيل قطاع الكهرباء في عدن والمحافظات المحررة.

ووصف المجلس هذه الخطوة بأنها 'منحة تاريخية وذات أثر استراتيجي'، حيث من شأنها أن تساهم في تعزيز البنية التحتية الحيوية وتحسين حياة ملايين السكان، وتعكس عمق العلاقات الأخوية التي تربط الجنوب بدولة الإمارات.

على الصعيد الوطني، ناقش الاجتماع التحضيرات الجارية للاحتفال بالذكرى الـ58 لعيد الاستقلال الوطني الذي يصادف الثلاثين من نوفمبر.

وهذه المناسبة، التي تحتفل بخروج آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن عام 1967، تحظى بأهمية رمزية كبيرة في الوجدان الجنوبي.

ودعا المجلس الانتقالي، في ختام اجتماعاته، أبناء الجنوب في كافة المحافظات إلى المشاركة الواسعة والفعالة في الفعاليات والمهرجانات المقررة لإحياء هذه الذكرى العطرة، مؤكداً أن الاحتفال بها هو 'تجديد للعهد على تراب الأجداد وتأكيد على الهوية الوطنية وحقوق الشعب الجنوبي المشروعة'.

ويشير هذا الاجتماع إلى حرص المجلس الانتقالي الجنوبي على متابعة الشأن الداخلي والتفاعل مع التحديات اليومية للمواطنين، بالتوازي مع التركيز على المحطات الوطنية التي تعزز من وحدة الصف والتلاحم المجتمعي في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها البلد.