أظهر تقرير حديث لمنظمة الهجرة الدولية (IOM) ارتفاعاً في أعداد النازحين داخلياً في اليمن خلال الربع الثالث من العام 2025، مع تسجيل أكثر من 5 آلاف شخص اضطروا لمغادرة مناطقهم، في مؤشر يعكس استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية في عدة محافظات.

وبحسب التقرير الصادر عن نظام تتبع النزوح (DTM)، فقد رصدت المنظمة 955 أسرة، تضم نحو 5,730 شخصاً، تعرضت للنزوح مرة واحدة على الأقل بين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول من العام الجاري. وانتشرت حالات النزوح في 151 موقعاً داخل 27 مديرية تتبع 8 محافظات.

وأشار التقرير إلى أن هذه الأرقام تمثل زيادة بنسبة 5% مقارنة بالربع الثاني من 2025، الذي شهد نزوح 913 أسرة، لكنها في الوقت ذاته تُعد انخفاضاً بنسبة 17% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وتصدرت محافظة مأرب قائمة المحافظات الأكثر استقبالا للنازحين الجدد، مسجلة 46% من إجمالي الحالات بعدد 435 أسرة، تلتها الحديدة بـ 216 أسرة، ثم تعز بـ 192 أسرة. وأرجع التقرير ذلك إلى استمرار تأثير النزاع المسلح وانعدام الأمن والضغوط الإنسانية الواسعة على هذه المناطق.

وعلى صعيد الاحتياجات الإنسانية، بيّن التقرير أن 38% من الأسر النازحة حديثاً شددت على حاجتها إلى مأوى آمن، بينما احتاجت 27% إلى مساعدات غذائية، واعتبرت 25% أن الدعم المالي يمثل الأولوية القصوى لها، مقابل نسب أقل لاحتياجات سبل العيش والمواد غير الغذائية والخدمات الصحية والمياه.

كما أوضح التقرير أن 41% من حالات النزوح كانت بسبب المخاوف الأمنية، فيما نزحت 34% نتيجة الأزمات الاقتصادية المرتبطة بالصراع، مثل انقطاع الرواتب وضعف الدخل. أما الكوارث الطبيعية كالسيول والأمطار الغزيرة فساهمت في 25% من النزوح، في حين شكّلت الأسباب الصحية أقل من 1%.

وسجلت المنظمة عودة 18 أسرة فقط، تضم 108 أشخاص، إلى مناطقها الأصلية خلال الفترة المشمولة بالتقرير.

وبحسب إحصاءات المنظمة، فقد بلغ إجمالي النازحين داخلياً خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2,375 أسرة (نحو 14,250 شخصاً)؛ جاءت مأرب في الصدارة بنسبة 48%، تلتها تعز بـ 25%، ثم الحديدة بـ 21%، فيما توزعت بقية الحالات على حضرموت والضالع وشبوة وأبين وسقطرى ولحج، دون تسجيل أي نزوح جديد هذا العام في الجوف والمهرة وعدن والبيضاء.