ينطلق في السابع من أكتوبر المقبل سباق الملواح 2024، الذي ينظمه نادي الصقور السعودي بمقره في ملهم شمال مدينة الرياض، بالتزامن مع معرض الصقور والصيد السعودي الدولي. يستمر السباق على مدار ستة أيام، بهدف الاحتفاء بالموروث الثقافي العريق وترسيخ التقاليد المتجذرة المرتبطة بهواية الصقارة. يجسد هذا السباق رؤية النادي في أن تكون المملكة رائدةً في دعم هواية الصيد بالصقور والحفاظ عليها، إلى جانب رفع الوعي المجتمعي حولها، من خلال تقديم منصة تنافسية تجمع الصقارين المحترفين والهواة من مختلف أنحاء المملكة لعرض مهاراتهم وإظهار قدراتهم في سباقات السرعة والدقة.

يسهم سباق الملواح في تحقيق مجموعة من الأهداف التي تدعم الحفاظ على الموروث الثقافي والتعريف به بين الأجيال الشابة، حيث يُعد منصة لتبادل الخبرات بين الصقارين ومدربي الصقور. كما يتيح المجال لمزيد من الأفراد لدخول هذه الهواية وصقل مهاراتهم في تدريب الصقور لتحقيق أقصى سرعة ولياقة بدنية ممكنة لصقورهم. يعتمد السباق على آلية انطلاق الصقر من يد الصقار وصولاً إلى خط النهاية، وتُقاس سرعة الصقر بدقة عبر أحدث التقنيات لضمان نزاهة النتائج وعدالة المنافسة. يحقق الفائز المركز الأول بناءً على سرعة وصول صقره إلى نقطة النهاية في أقصر مدة زمنية ممكنة.

يُعد سباق الملواح 2024 جزءاً من الفعاليات التي ينظمها النادي ضمن معرض الصقور والصيد السعودي الدولي، حيث يتم التنافس في ست فئات تشمل: حر، شاهين، جير بيور، جير شاهين، جير تبع، ومثلوث جير، مع حصر المشاركة في الفراخ من كل فئة حفاظاً على سلامة الصقور وضمان تكاثرها، ما يعكس التزام النادي بالحفاظ على التوازن البيئي وتعزيز التنوع الجيني للصقور. تبدأ المنافسات في اليوم الأول بفئة حر فرخ، وتُختتم بفئة جير بيور فرخ، في مشهد يجسد روح الصقارة التي تمزج بين الصبر والدقة والعلاقة المتينة بين الصقارين وصقورهم.

يحظى سباق الملواح بجوائز مالية محفزة تبلغ قيمتها الإجمالية 750 ألف ريال، يتم توزيعها على الفائزين في الأشواط اليومية، حيث يتوج في كل شوط 18 فائزاً. يضفي ذلك أجواءً من التحدي والحماس، ويعزز من إقبال الصقارين على المشاركة لتقديم أفضل ما لديهم. كما تسهم هذه الجوائز في رفع مستوى المنافسة بين المشاركين، وتحفزهم على تطوير مهاراتهم بشكل مستمر، مما يعزز مكانة المملكة كوجهة رئيسية لهذه الهواية التراثية على المستويين المحلي والدولي.

يمثل سباق الملواح فرصة لتعريف الزوار والسياح بالتراث السعودي الأصيل، وإبراز الجوانب الثقافية للصقارة، مما يسهم في دعم السياحة الثقافية في المملكة. كما يتيح السباق للصقارين الشباب فرصة للتعلم من ذوي الخبرة، وتدريبهم على فنون التعامل مع الصقور وإعدادهم للمنافسات الكبرى. إضافة إلى ذلك، يُعتبر منصة لتعزيز التعاون بين مختلف الأطراف المعنية بتطوير هذه الهواية، بما في ذلك الجهات الاستثمارية والشركات المتخصصة في تقديم خدمات ومنتجات الصقور، ما يعزز من فرص النمو الاقتصادي في هذا المجال ويخلق بيئة خصبة لتبادل المعرفة والخبرات.

يأتي تنظيم سباق الملواح 2024 استمراراً لجهود نادي الصقور السعودي في دعم الصقارة كموروث ثقافي، وتعزيز دورها في إثراء الثقافة الوطنية، وتشجيع الشباب على تبني هذه الهواية التي تمثل جزءاً من هوية المملكة وتاريخها. يحمل هذا السباق أجواءً تنافسية وروح رياضية تجسد القيم العريقة للصقارة، وتؤكد على التزام النادي بالاستثمار في مستقبل هواية الصقور عبر خلق فرص جديدة للمتسابقين وتوفير بيئة داعمة تسهم في تطوير مهاراتهم، وضمان استمرارية هذا الموروث الثقافي لأجيال قادمة.