في بيئة العمل، التقدير المادي لا يقل أهمية عن التقدير المعنوي، فكلاهما يعكس قيمة الجهد المبذول ويعزز من دافع الموظف لتحقيق المزيد. ومع ذلك، من الممكن أن تتحول المحادثات التي تتم حول زيادة الراتب إلى مواقف غير مريحة، إذا لم تتم بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب. 

قد يرفض المدير طلبك بشكل مفاجئ، أو يضعك في موقف محرج إذا ارتكبت بعض الأخطاء الشائعة أثناء هذا التفاوض. فقبل أن ترفع طلبك لزيادة راتبك، يجب أن تكون حريصًا على تجنب بعض المواقف التي قد تؤدي إلى نتائج عكسية،وفقًا لما ذكره موقع 'mirror'.

قال خبير التوظيف دان بروس في حديثه لموقع 'Mirror' البريطاني، إنه من الضروري أن يكون الموظف قد أعد نفسه جيدًا قبل الدخول في مفاوضات حول زيادة الراتب مع رئيسه. 

وأوضح بروس: 'إذا كنت تلاحظ أن مديرك تحت ضغط شديد بسبب المواعيد النهائية أو إذا كانت الشركة تمر بمرحلة صعبة مثل تسريحات الموظفين، فقد يكون من الأفضل تأجيل طلبك إلى وقت لاحق.'

 وأضاف أن التوقيت الغير مناسب قد يجعل من طلبك عبئًا إضافيًا في عيون المدير، مما يقلل من فرصك في الحصول على الموافقة.

من الأخطاء التي يقع فيها البعض هو طرح موضوع زيادة الراتب بطريقة غير رسمية أو في مواقف عفوية، مثل أثناء مرورك في الممر أو عند مقابلة المدير بشكل غير متوقع.

 يقول بروس: 'إذا قدمت طلبك في مثل هذه اللحظات، فقد يبدو ذلك وكأنك غير جاد في مطلبك أو ربما حتى وكأنه كمين غير متوقع.' يمكن أن يؤدي هذا النوع من المحادثات السريعة إلى نتائج عكسية، حيث يراها المدير على أنها محاولة مفاجئة وغير مدروسة.

من الأخطاء الأخرى التي قد تضر بموقفك هو مقارنة نفسك بزملائك في العمل، وهو ما قد يظهر لك بمظهر غير احترافي. على الرغم من أن بعض الأشخاص قد يظنون أن هذا الأسلوب يقوي من موقفهم، إلا أن الواقع عكس ذلك. 

يوضح بروس: 'بدلاً من مقارنة راتبك مع زملائك، يجب أن تركز على قيمة عملك الفردية.' قدم نفسك من خلال الإنجازات التي حققتها، والأهداف التي تخطيتها، ومدى تأثيرك على أداء الفريق أو الشركة.

عند التفاوض على زيادة راتبك، لا ينبغي أن يكون السبب الوحيد وراء طلبك هو أنك قد قضيت فترة طويلة في العمل بالشركة. يجب أن تكون مستعدًا بتقديم أدلة ملموسة على الإنجازات التي حققتها في عملك، مثل الأهداف التي حققتها أو حتى تجاوبك مع التحديات التي قد تواجهها الشركة. 

وأضاف بروس: يجب أن تكون قد جمعت كل الأدلة التي تثبت كيف ساهمت في نجاح الشركة أو فريقك.' هذا يمكن أن يشمل زيادة في الإنتاجية، تحسينات في الأداء، أو مساهمات ملموسة في المشاريع المهمة.

قبل الدخول في المفاوضات، يوصي بروس بأن تكون لديك فكرة واضحة عن الرقم الذي تريده كزيادة في راتبك. قد يكون لديك شعور بأنك تستحق الزيادة، ولكن إذا لم تكن مستعدًا بتحديد مبلغ واضح، قد يبدو الأمر كأنك غير متأكد من طلبك، مما يقلل من فرصك في الحصول على الموافقة. لذا، عليك أن تكون مستعدًا لتقديم رقم أو نسبة زيادة مدروسة. ولا تنسَ التدريب على تقديم طلبك بثقة ووضوح، حيث أن التعثر في الكلمات أو عدم وضوح الرؤية يمكن أن يجعلك تبدو أقل اقتناعًا بما تطلبه.

في حال لم يكن المدير قادرًا على منحك زيادة في راتبك في الوقت الحالي، يجب أن تكون مستعدًا لمواصلة الحوار بمرونة. 

ينصح بروس قائلاً: إذا كان الرفض هو النتيجة النهائية، حاول أن تطرح حلولًا بديلة. ربما يمكن تعويضك بطريقة أخرى مثل إجازة سنوية إضافية، أو منحك مزيدًا من أيام العمل من المنزل، أو حتى فرص لتطوير حياتك المهنية من خلال التدريب أو المهام الإضافية.