تواصل محافظة بورسعيد ريادتها في مجال التحول الرقمي، حيث أصبحت المحافظة نموذجا يحتذى به في تطبيق هذه المنظومة التي تعد إحدى مشروعات التنمية الكبرى على أرض المحافظة، وتهدف المنظومة إلى تحسين جودة الخدمات الحكومية، تسهيل الإجراءات، وتقليل الفجوة بين المواطنين والأجهزة التنفيذية.

تقدم منظومة التحول الرقمي في بورسعيد مجموعة متنوعة من الخدمات الحكومية للمواطنين والشركات، من خلال منصة إلكترونية موحدة ونظام 'الشباك الواحد'.

وتشمل الخدمات استخراج الأوراق الرسمية مثل شهادات الميلاد، تصاريح البناء، السجل التجاري، التراخيص، ودفع الفواتير الحكومية مثل الكهرباء والمياه والغاز.

نظام 'الشباك الواحد' يوفر تجربة مميزة للمواطنين، حيث يتم تقليل المدة الزمنية للإجراءات وتجنب الحاجة للتنقل بين الإدارات المختلفة،ويمكّن هذا النظام المواطنين من إنهاء معاملاتهم في وقت قياسي، مما يحد من التكدس ويوفر الكثير من الجهد.

وفي إطار منظومة التحول الرقمي، تعتبر بوابة بورسعيد الإلكترونية واحدة من أهم المنصات التي توفر خدمات متعددة للمواطنين، حيث تتيح لهم إمكانية إنجاز المعاملات الرسمية دون الحاجة للذهاب إلى الجهات الحكومية.

البوابة تشمل مجموعة من الخدمات مثل الاستعلام عن الخدمات الحكومية، استخراج الشهادات الرسمية، والحصول على تراخيص الأعمال، بالإضافة إلى دعم للمواطنين في تقديم شكاوى واقتراحات. وتساهم البوابة في تسهيل التواصل بين الحكومة والمواطنين، مما يعزز من فعالية الإدارة ويحقق الشفافية في تقديم الخدمات.

من جانب آخر، قامت محافظة بورسعيد بتطبيق التحول الرقمي في العديد من القطاعات الحيوية، أبرزها قطاع التموين وصرف الخبز.

وقد تم ربط جميع المخابز بنظام إلكتروني لضمان وصول الخبز إلى المواطنين بطريقة منظمة وآمنة من خلال النظام الرقمي، يتم تخصيص حصص الخبز للمواطنين باستخدام البطاقات الذكية، مما يسهم في القضاء على ظاهرة التلاعب والازدحام أمام المخابز.

هذا النظام يتيح للمواطنين صرف حصص الخبز بسهولة عبر بطاقاتهم التموينية، ويضمن توزيع الخبز وفقًا للعدد المحدد لكل أسرة وقد تم أيضًا تفعيل خدمة الشكاوى الإلكترونية في هذا المجال، حيث يمكن للمواطنين تقديم شكاوى أو اقتراحات حول جودة الخبز أو أي مشكلات أخرى عبر المنصات الرقمية، مما يعزز من التفاعل المباشر بين المواطنين والأجهزة المعنية.

وعبر العديد من المواطنين عن ارتياحهم الكبير تجاه الخدمات التي تقدمها المنظومة الرقمية.

وقال أحمد محمود عبد السلام، صاحب أعمال حرة: 'الخدمة أصبحت أسرع وأكثر شفافية، لم أكن أتوقع أن يكون استخراج الأوراق الحكومية بهذه السهولة'.

وأضافت منى محمد سعيد، موظفة حكومية: 'الشباك الواحد جعل الإجراءات أكثر سلاسة، وأصبح بإمكاني إنهاء معاملاتي خلال دقائق بدلًا من الانتظار لساعات طويلة'.

من جانبه، أشار محمود عبد الرحمن علي، صاحب مشروع صغير، إلى أن المنظومة وفرت عليه الكثير من الوقت والجهد، لكنه دعا إلى ضرورة زيادة التوعية بأهمية استخدام الخدمات الرقمية وتوفير دعم فني مستمر.

أكد اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، أن منظومة التحول الرقمي تمثل مستقبل الإدارة الحديثة، مشيرًا إلى أن المحافظة تعمل بالتنسيق مع جميع الوزارات والجهات المعنية لتطوير المنظومة بشكل مستمر.

وأضاف أن هناك فرقًا فنية مخصصة لدعم المواطنين ومساعدتهم في التعامل مع الخدمات الرقمية، بالإضافة إلى مراكز متخصصة لتلقي الشكاوى والاقتراحات.

وأوضح المحافظ أن التحول الرقمي لا يهدف فقط لتسهيل الخدمات، بل يسعى أيضًا لتحقيق الشفافية والحد من الفساد الإداري.

ولفت إلى أن المنظومة توفر قاعدة بيانات دقيقة تسهم في تحسين خطط التنمية والخدمات المقدمة للمواطنين.

يأتي هذا المشروع ضمن رؤية الدولة لتحقيق التنمية المستدامة وفقًا لخطة 'مصر 2030'، حيث يُتوقع أن تصبح بورسعيد نموذجا يُعمم على باقي المحافظات،وتسعى المحافظة حاليا لزيادة عدد الخدمات المتاحة رقميا وتطوير البنية التحتية التكنولوجية بشكل أكبر لتلبية احتياجات المواطنين والشركات.

يذكر أن بورسعيد كانت أول محافظة يتم فيها تطبيق منظومة التحول الرقمي بشكل كامل، ما يعكس جهود الدولة الحثيثة لتطوير الخدمات الحكومية وتحقيق نقلة نوعية في الإدارة العامة.