السوسنة - في ظل تنامي الاتجاهات التصميمية المستدامة، تبرز المهندسة والحرفية اللبنانية ديما إسطفان كمثال لافت على المزج بين الحداثة والحِرف اليدوية، من خلال استخدامها لمادة الخيزران بطريقة مبتكرة تُعيد تقديمها بشكل عصري.

وفي حديث لـ'سيدتي'، أكدت إسطفان أن الخيزران، رغم كونه خامة تقليدية، لا يزال يحتفظ بمكانته في عالم التصميم، قائلة: 'استخدمت الخيزران لأول مرة في أحد مشاريعي ولاحظت تميّزه وفرادته، ما دفعني للبحث أكثر عن إمكانية توظيفه بأسلوب حديث في السوق اللبناني'.

ورغم ارتباط الخيزران لدى البعض بالزمن الماضي، حرصت إسطفان على تطوير تصاميمه. فهي تحافظ على الخطوط الكلاسيكية لبعض القطع كالكراسي، لكنها تستبدل النقوش التقليدية بأخرى أكثر عصرية، مثل النقش المربّع بدلًا من السداسي.

وفي ظل توجه السوق نحو المواد الطبيعية والمستدامة، بات الخيزران حاضرًا في تصميم العديد من العناصر مثل وحدات الإضاءة، المرايا، الطاولات، السلال، ورأسيات الأسرة، بحسب ما أشارت إليه إسطفان، التي أوضحت أنها تدمج أحيانًا موادًا أخرى مع الخيزران كالفخار أو الخشب أو الحديد، لإضفاء لمسة فنية تجمع بين القوة والجمال.

وتعتبر إسطفان أن اختيار مادة الخيزران لا يرتبط فقط بالجماليات، بل أيضًا بمرونتها وقدرتها على التكيّف مع مختلف البيئات، مشيرة إلى ضرورة استخدام قشرة واقية في التصاميم الخارجية لحمايتها من العوامل الطبيعية.

واختتمت بالقول إن الحرفية والاشتغال اليدوي هما ما يمنحان القطع المصنوعة من الخيزران قيمة فنية مضافة، مؤكدة أن هذه المادة تستحق أن تُقدَّم في قالب جديد يواكب الذوق المعاصر.