كشفت دراسة علمية حديثة أن مسكن الألم الشائع 'الترامادول'، الذي يتناوله الملايين حول العالم، قد يرتبط بزيادة كبيرة في مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، في حين يقدّم تسكينًا محدودًا للألم.

وأوضحت الدراسة، التي أُجريت في الدنمارك وحلّلت بيانات 19 تجربة سريرية شملت أكثر من 6500 مشارك، أن مستخدمي 'الترامادول' كانوا أكثر عرضة بنسبة 113% للإصابة بأحداث ضارة خطيرة مقارنة بالدواء الوهمي.

وشملت هذه المضاعفات القلبية الخطيرة، مثل ألم الصدر، ومرض الشريان التاجي، وفشل القلب الاحتقاني، إلى جانب آثار جانبية شائعة كالدوار والغثيان والإمساك.

ويعد 'الترامادول' من أكثر المسكنات الأفيونية استخدامًا في العالم، حيث تجاوزت وصفاته الطبية في الولايات المتحدة وحدها 16 مليون وصفة خلال عام 2023. وقد استُخدم هذا الدواء لعلاج الآلام المزمنة المتوسطة إلى الشديدة منذ نحو 50 عامًا، اعتمادًا على اعتقاد شائع بأنه أقل خطورة من مسكنات أفيونية أقوى مثل 'الأوكسيكودون' و'الفنتانيل'.

وأشارت الدراسة إلى أن فئة كبار السن والمصابين بأمراض القلب أو الحالات الكامنة في الشرايين التاجية أو عضلة القلب، هي الأكثر عرضة لمضاعفات 'الترامادول'، ما يجعل من الضروري توخي الحذر عند وصفه.

كما شدد الباحثون على أن فعالية الدواء في تخفيف الألم المزمن تبدو محدودة وغير مؤكدة، بينما المخاطر، سواء الخطيرة أو غير الخطيرة، قد تفوق فوائده.

ودعا الباحثون إلى البحث عن بدائل أكثر أمانًا، مثل المسكنات غير الأفيونية، والعلاجات غير الدوائية، بما في ذلك العلاج الطبيعي المتخصص والعلاج السلوكي المعرفي، لتقليل الاعتماد على 'الترامادول' وحماية صحة القلب.