رم - ارحيل الخالدي

رغم الحضور التاريخي لأندية الجنوب في كرة القدم الأردنية، إلا أن المشهد الحالي لدوري المحترفين يخلو تمامًا من أي فريق يمثّل محافظات الجنوب، وهو غياب ترك فراغًا واضحًا على الصعيدين الرياضي والاجتماعي، بعدما كانت تلك الأندية تشكّل المتنفس الأول لشباب الجنوب

في العقبة، الكرك، الطفيلة ومعان، كانت الجماهير تملأ المدرجات وتشعل المنافسة في ملاعب المحافظات، حيث كانت اندية شباب العقبة وذات راس ومعان، خلال السنوات الماضية الأمل الوحيد لأبناء الجنوب في دوري المحترفين.

الغياب لا يعني فقط فقدان المنافسة الرياضية، بل يمتد ليشمل تأثيرًا اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا، إذ كانت مباريات تلك الأندية تجمع أبناء المحافظات وتنعش الحركة الرياضية والاقتصادية في المناطق الجنوبية، سواء من خلال الحضور الجماهيري أو النشاط الإعلامي والتجاري المرافق للمباريات

وبسبب تراجع الدعم المالي وضعف البنية التحتية، اضافة إلى العقوبات والشكاوى على هذه الأندية، إلى جانب قلة الاستثمارات في القطاع الرياضي في الجنوب، تراجعت أندية المنطقة بشكل ملحوظ، مما جعل استمرارها في دوري المحترفين مهمة صعبة، رغم امتلاكها للمواهب والطموح

وفي الوقت الذي يعيش فيه شباب الجنوب حالة من الحنين لتلك الأيام التي كانت فيها فرقهم حاضرة بقوة، تبقى الآمال معلّقة بعودة قريبة تعيد الحياة للملاعب الجنوبية وتعيد معها صوت المدرجات الذي افتقده دوري المحترفين.