اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
الرياض - حسين الحربي
من لم يعش فترات المؤسس الملك عبد العزيز يمكنه أن يلم بأطراف منها وهو يغوص في كتاب «حياة الأميرة حصة الأحمد السديري» بصفحاته التي قاربت 230 صفحة من القطع المتوسط للكاتب والباحث فهد بن عبد العزيز الكليب.
الكتاب يقدم لمحات لبعض الجوانب من حياة وسيرة الأميرة حصة الأحمد السديري (1900 – 1969م)، في بيتها زوجة وأم عربية حيث كان لها الأثر الكبير في حياة الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه-، ومكانة في بيته وقلبه منذ بدايات توحيد أجزاء هذه المملكة وهي الملازمة له وشاركته مكابدته في هذه الحياة بحلوها ومرها ومشاقها ورغدها وهو يبني قواعد الدولة ويؤسس كياناً عظيماً اسمه «المملكة العربية السعودية» ننعم بظله وأمنه ورخائه واستقراره حتى يومنا.
كتاب الكليب كما يصفه أنه تناول الموضوع البكر لقلة ما كتب عن الأميرة الراحلة حيث إن مجال البحث جديد، والمصادر والمراجع الموثقة لحياتها قليلة بل نادرة وهو كما يقول محاولة جادة لتتبع كل ما يتعلق في سيرتها بنزاهة صادقة، ودراسة فاحصة.
المؤلف رصد بدقة متناهية وقدم صورة ناصعة للباحث المتمكن في أدواته ومعرفته، وذلك أنه لم يسع في هذا الكتاب أن يجمع شتى الروايات عن الأميرة الراحلة على النحو التقليدي المألوف من تراجم الأشخاص، وإنما قصد تمثيل حياتها في بيت الملك المؤسس ومكانتها منه وتصوير شخصيتها زوجة وأماً مربية للأجيال، ولذا فلا غرابة أن تكون شخصيتها القوية ودورها كأم مؤثرة وسط محيطها وبيئتها وأبنائها وبناتها، حيث كان حضورها في بيتها ومجتمعها طاغياً ومؤثراً بالمكرمات والمحامد، مبيناً أن الأميرة الراحلة عاشت تحولات مختلفة في ضوء ثوابتها ومتغيراتها فكانت على قدر من الوعي والثبات وهي تعيش إرهاصات بناء وتوحيد الدولة الحديثة فكانت نعم الزوجة المعينة والأم المثالية بالنسبة لعصرها قياساً بما أنجزته من أعمال ومواقف وآثار مايزال أثرها قائماً وماثلاً في أبنائها وبناتها وأحفادها وكل من يتمثل في شخصيتها.
وختم الكليب حديثه بقوله: «إن ما وقع في يديه من أخبارها وصفاتها وتحديداً لبعض جوانب سيرتها سجله بدقة وأمانة مدعماً بالصور والمواقف والحكايات الموثقة والمشوقة».










































