تتواصل فعاليات مهرجان الكويت الدولي للمونودراما في دورته الحالية على مسرح متحف الكويت الوطني، عبر تقديم مجموعة من التجارب الأدائية المتنوعة التي تستكشف طاقات الممثل الواحد وقدرته على قيادة العمل المسرحي منفردا.

ففي عرض المسرحية المونودرامية الكويتية «عرجوب»، تسلك طريق السخرية من الواقع المرير، بما يطلق عليها الكوميديا السوداء، أو كما يقولون «شر البلية ما يُضحك»، كما أنها تعالج قضايا مهمة في واقع المجتمع. والعرض من تمثيل وإعداد وإخراج مشعل العيدان، وتأليف موسيقي محمد النصار، وأزياء ومكياج زينب الشطي، وديكور مسرحي مشعل العيدان، ومخرج منفذ مصطفى محمود، ومساعد مخرج فراس السالم.

والعمل عالجه مشعل العيدان، عن نص «رحلة حنظلة» للكاتب سعد الله ونوس، ومن ثم استلهام شخصية مهرج اسمه «عرجوب المعرجب»، الذي يعيش حياته في سلام وتصالح مع نفسه، حيث إنه مسالم في كل شيء ويحاول الابتعاد عن أي شيء قد يقلق حياته، فهو لا يتدخل فيما يعنيه وأيضاً ما لا يعنيه، ولكن ولأسباب مجهولة وغير واضحة المعالم يجد حالته تنقلب رأسا على عقب فجأة ومن دون مقدمات، لتتوالى المصائب عليه من كل صوب وحدب، ويدخل في متاهات لا حصر لها، ونظراً لشخصيته المسالمة فإنه يقف عاجزاً عن تدارك تلك الأحداث، فيبدأ في الحديث عن معاناته اليومية المتكررة مع المصائب، وبالتالي يبدأ برحلة البحث عن سبب المصائب بأسلوب كوميدي ساخر.

وفي عرض المسرحية المونودرامية الجزائرية «السجين 33»، تنطلق حزمة من المشاعر الإنسانية التي تتعلق بالإنسان الباحث عن الأمان والطمأنينة، بينما السجن يحيط به من كل اتجاه، وتتحاور المسرحية في مسائل تتعلق بالحرية والخوف من العالم الخارجي، وفي قضبان سجن العقل والمادة يتجسد الصراع الداخلي الذي يقابل أمل الخروج بالشجاعة لمواجهة المجهول، ذلك الخارج الذي أصبح غريبا، إنها رؤية السجين 33. والعمل من إخراج باديس فارح، وتمثيل وسينوغرافيا مختار زعيتري، وموسيقى وانفوغرافيا أيمن مطلس، ومن إنتاج جمعية أوديسال لفنون العرض السمعي والبصري في ولاية الأغواط بالجزائر.