ما الأبعاد السياسية والاستراتيجية لزيارة الرئيس الزُبيدي إلى موسكو ؟

ما الرسائل السياسية للجنوب من قلب الكرملين بموسكو ؟

الجنوب يدخل معادلة الكبار

في لحظة سياسية حساسة تشهدها الساحة الإقليمية والدولية ‘ وصل الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ‘ رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ‘ نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ‘ الى العاصمة الروسية موسكو ‘ في زيارة رسمية تؤكد الحضور الجنوبي المتنامي في المشهد الدولي ‘ وتفتح صفحة جديدة من العلاقات مع واحدة من أبرز القوى العالمية الفاعلة في الشرق الأوسط.

منذُ لحظة استقباله في موسكو ولقائه بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ‘ بدا واضحًا أن الزيارة تتجاوز الطابع البروتوكولي إلى عمق استراتيجي ‘ يعكس إدراك الزُبيدي لأهمية تنويع الشراكات السياسية والدبلوماسية للجنوب ‘ واستثمار الانفتاح الروسي المتزايد على ملفات المنطقة.

يرى المحللون بأن الجنوب وقضيته أصبحت محورًا للاهتمام في دول التأثير العالمي وذلك بفعل النجاحات التي يحققًها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ‘ مؤكدين بأن قضية شعب الجنوب ستكون حاضرة بقوة في زيارة الرئيس الزُبيدي الى روسيا.

شرعية الجنوب تترسخ.. الانتقالي بقيادة الزُبيدي في قلب المشهد الدولي:

على مدار الفترات الماضية ‘ أصبح المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ‘ واقعًا سياسيًا لا يمكن تجاوزه ‘ وركيزة أساسية في مستقبل الجنوب واليمن والمنطقة.

شرعيته لم تعد محصورة في الإطار الشعبي فقط ‘ بل أصبحت شرعية أساسية وإقليمية ودولية راسخة ‘ تستمد قوتها من التمثيل الشعبي الواسع ‘ والنجاحات الميدانية ‘ والرؤية السياسية المتزًنة التي تنسجم مع متطلبات الاستقرار والسلام.

المجلس الانتقالي الجنوبي هو نتاج إرادة جماهيرية واسعة ‘ تشكًلًت من مكونات الحراك الجنوبي السلمي وقوى المقاومة الجنوبية التي خاضت معارك التحرير ضد مليشيات الحوثي والارهاب.

واليوم ‘ يُواصل المجلس الانتقالي الجنوبي ترسيخ حضوره كصوت الجنوب الشرعي ‘ وقائد مسيرة التحررً والبناء نحو الدولة الجنوبية المستقلة.

*استعادة ذاكرة العلاقات التاريخية بين الجنوب وروسيا:

بالتوازي ‘ عًقًد الزُبيدي لقاءً ثنائيًا مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وعدد من كبار المسؤولين ‘ حيث تم استعراض العلاقات التاريخية بين الجنوب وروسيا والتي تعود الى حقبة الاتحاد السوفيتي ‘ في تلك الفترة ‘ كانت مدينة عدن مركزًا استراتيجيًا مهمًا في بحر العرب ‘ وشهدت التعاون العسكري والسياسي بين الطرفين.

ناقش الزُبيدي ولافروف خلال الاجتماع ‘ سبل تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والأمني ‘ إضافةً إلى جُهود إحلال السلام في اليمن ‘ مع التركيز على الاعتراف بحق الجنوب في تقرير مصيرة واستعادة دولته ‘ وهو محور أساسي لأي تسوية سياسية مستدامة.

حماية الجنوب .. ركيزة الاستقرار الاقليمي:

أكد الزُبيدي أن حماية الجنوب وخفض التصعيد يمثلان أساس أي عملية سلام شاملة ‘ مشددًا على أن أي تسوية سياسية لن تكون فعالة أو مستدامة دون الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية وطنية عادلة.

وأوضح الزُبيدي أن فتح روسيا سفارة لها في عدن يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة العاصمة الجنوبية ‘ ويؤكد على الانفتاح الدبلوماسي للجنوب على العالم ‘ ما يعكس التزام المجلس الانتقالي بتوسيع شبكة العلاقات الدولية.

لافروف.. تقدير الدور الأمني للمجلس الانتقالي:

من جانبه ‘ عًبرً وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن تقدير بلاده للدور البنًاء الذي يقوم به المجلس الانتقالي الجنوبي في تعزيز الامن ومكافحة الإرهاب ‘ وأكد أن روسيا تتابع عن كثب التطورات في الجنوب ‘ وتدعم كل الجُهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار الدائم ‘ مشيرًا إلى أن العلاقة بين الشعبين ليست وليدة اللحظة ‘ بل تمتد لعقود من التفاهم المشترك.

أبعاد سياسية واستراتيجية للزيارة:

لقاء الزُبيدي ولا فروف ‘ يحملً في طياته رسائل متعددة المستويات ‘ فمن جهة ‘ تأتي الزيارة في سياق التحولات الجارية في خارطة النفوذ الإقليمي ‘ خصوصًا مع تصاعد الدور السياسي في ملفات الشرق الأوسط واليمن ‘ بما يجعل موسكو بوابة دبلوماسية مهمة لأي مسار سياسي قادم.

ومن جهة أخرى ‘ فإن تأكيد الرئيس الزُبيدي على أن “حماية الجنوب أولوية للمجلس الانتقالي ” وأن “أي حلً سياسي يجب أن يحترم تطلعات شعب الجنوب” ‘ يُعيد تثبيت الموقف الجنوبي في قلب المشاورات الدولية ‘ ويضع المجتمع الدولي أمام حقيقة لا يمكن تجاوزها وهي أن “السلام المستدام في اليمن يبدأ من الاعتراف بالقضية الجنوبية كمدخل لاي تسوية سياسية شاملة.

رسائل سياسية واضحة بين موسكو وعدن:

تُعد تصريحات الزُبيدي ولافروف دليلًا على تفاهم عميق حول الأمن والاستقرار في الجنوب ‘ ففي حين أكًد الزُبيدي على حماية المدنيين وحق الجنوب في تقرير مصيره ‘ أعرب لافروف عن تقدير روسيا للدور الأمني للمجلس الانتقالي ‘ وهو ما يعكس اهتمام موسكو بالجنوب كشريك استراتيجي في المنطقة.

الجنوب يدخل معادلة الكبار:

الزيارة الى موسكو ليست مجرد جولة خارجية ‘ بل حدث سياسي بامتياز يؤكد أن الجنوب بات حاضرًا في معادلة القرار الدولي ‘ وأن المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس الزُبيدي يسير بخطى ثابته لترسيخ موقعه كرقم صعب في مستقبل اليمن والمنطقة.ومع انفتاح روسيا على تعزيز حضورها في عدن ‘ تبدو ملامح مرحلة جديدة من العلاقات الدولية للجنوب العربي قد بدأت بالفعل ‘ حيث تتقاطع المصالح الإقليمية والدولية عند نقطة واحدة “الاعتراف بالجنوب كقوة فاعلة وشريك أساسي في صناعة الاستقرار.

الجنوب يعود الى المسرح الدولي بثقة وحنكة قيادته:

تأتي زيارة الرئيس الزُبيدي إلى موسكو في مرحلة بالغة الدقة إقليميًا ودوليًا ‘ ولتؤكد أن الجنوب لم يعد معزولًا أو مغيبًا ‘ بل أصبح فاعلًا سياسيًا معترفًا به في دوائر صنع القرار الدولي.

وتابعت صحيفة وموقع “عدن 24 ” ‘ ردود بعض النخب السياسية والناشطين والكتًاب والإعلاميين في الداخل والخارج ‘ الذين سلطًوا الضوء على زيارة الرئيس عيدروس الزُبيدي الى روسيا حاملًا تطلعات شعب الجنوب.

ويرى الدكتور عبد الله الحو بأن : “زيارة الرئيس الزُبيدي الى روسيا ‘ معتبرًا بأنها محطة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ‘ متطلعًا لنتائج مثمرة تدعم الاستقرار والسلام.

اما الناشط وضاح بن عطية فيؤكد قائلًا: ” زيارة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي والوفد المرافق له الى روسيا ‘ يعتبر حدث هام ‘ منوهًا بأن الزيارة تأتي في وقت حساس وسيكون لها ما بعدها”.

وربط الناشط مالك اليزيدي اليافعي زيارة الرئيس الزُبيدي الى احداث غادرة وجبانه يمارسها الإرهاب على ارض الجنوب ‘ قائلًا: ” مع كل تحرك سياسي خارجي للرئيس الزُبيدي يسارع جناح الاخوان العسكري تنظيم القاعدة للتحرك ميدانيًا بتنفيذ عمليات إرهابية في الجنوب ‘ مؤكدًا بالنجاح الدائم للزُبيدي ولأبطال قواتنا المسلحة الجنوبية ‘ في حين يفشل الاخوان في تنفيذ مخططاتهم ‘ مشيرًا الى ان الزُبيدي في موسكو ‘ وعناصر الإرهاب في ابين لاقت مصيرها المعتاد”.

من جهته لفت الناشط محمد باقديم الى مفارقة سياسية مهمه جدًا بالقول:” من المتوقع أن يستمر التعاون بين روسيا والجنوب في كثير من المجالات ومنها العسكرية والسياسية والاقتصادية ‘ مجددًا بأنه سيكون لهذا التعاون تأثيرات كبيره في الديناميات الإقليمية والدولية ‘ حيث يسعى كل من الطرفين الى تعزيز نفوذه وتحقيق مصالحة في المنطقة بشكل أكبر”.

وأشار الناشط والكاتب حمدي سعيد العمود: “المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يواصل تحقيق إنجازات سياسية ودبلوماسية تضع الجنوب في موقع الشراكة لا التبعية ‘ مؤكدًا بأن هذه الزيارة تتوًج مسارًا طويلًا من العمل الهادئ والدبلوماسية الحكيمة”.

رسالة الجنوب للعالم:

تحمل زيارة الزُبيدي الى موسكو رسالة واضحة مفادها: أن الجُنوب ليس هامشًا في المعادلة ‘ بل طرف فاعل يسعى لإقامة شراكات متوازنة تعززً الامن والاستقرار في المنطقة.

فإن الجنوب اليوم يعود بثقلة ورؤيته الواضحة ‘ وبقيادة تحمل شرعية الأرض والتفويض الشعبي ‘ لتعزيز حضور قضيته في قلب المحافل الدولية.