نُشرت دراسة حديثة عن تمارين السكوات العميقة في مجلة Frontiers in Sport & Active Living، وقد قلبت المفاهيم الشائعة رأسًا على عقب، إذ أثبتت أن هذا التمرين - الذي ينخفض فيه الجسم حتى تلامس عضلات الفخذ بطة الساق - لا يسبب تلفًا في مفصل الركبة أو تآكل الغضاريف كما كان يُعتقد سابقًا، ما يفتح الباب أمام إعادة تقييم فوائده في تعزيز اللياقة والقوة البدنية، بحسب الرجل.

مراجعة علمية تكشف الحقيقة

قام باحثون بتحليل 15 دراسة علمية مصنفة بأنها منخفضة الانحياز، أي أكثر دقة وموثوقية. وجدت النتائج أن 14 دراسة من أصل 15 لم تسجل أي تأثير سلبي لتمارين السكوات العميقة على صحة مفصل الركبة. أما الدراسة الوحيدة التي أشارت إلى احتمال حدوث ضرر، فقد كانت تتعلق بالحالات التي يتم فيها الثبات بوضعية السكوات العميق لفترات طويلة، وليس بالحركة الطبيعية المتقطعة أثناء التمرين.

بناءً على هذا التحليل، أكد الباحثون أن السكوات العميق تمرين آمن وفعّال، بل قد يكون مفيدًا لصحة الركبة على المدى الطويل.

كيف تتفاعل المفاصل مع التمرين؟

أوضحت الدراسة أن غضروف الركبة يتكيف مع الضغط الناتج عن تمارين السكوات العميقة، حيث تزداد سماكة الغضاريف وتقوى الأربطة تدريجيًا. هذا التكيف يُعد عاملًا وقائيًا ضد الإصابات، شرط الالتزام بالتقنية الصحيحة وعدم استخدام أوزان مفرطة.

فوائد مثبتة لمرضى التهاب المفاصل

في دراسات أخرى، تبين أن تمارين السكوات تساعد في تقوية عضلات الفخذ وتحسين الثبات لدى الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل في الركبة. كما أظهرت تحسنًا ملحوظًا في المرونة والقدرة الحركية دون التأثير سلبًا على المفصل.

التوصية: التقنية أهم من العمق

رغم أن بعض الدراسات نبهت إلى أن الثبات لفترات طويلة في وضعية السكوات العميق قد يرفع الضغط على مفصل الركبة، إلا أن الاستخدام الديناميكي للحركة ضمن نطاق السيطرة ومع الالتزام بالإحماء والتقنية المناسبة، يجعل من السكوات العميق خيارًا آمنًا وفعّالًا.

وفي جميع الأحوال، ينصح الخبراء باستشارة الطبيب أو أخصائي العلاج الطبيعي قبل ممارسة تمارين السكوات العميقة، خاصة لمن يعانون من مشكلات سابقة في المفاصل.