يجمع المغرب وفرنسا منذ عقود من الزمن تعاون أمني وثيق يتجلّى في تبادل المعطيات بين مختلف الأجهزة وتنسيق الجهود والخطط الأمنية من أجل مواجهة كافّة المخاطر التي تهدّد أمن البلدين. ولا شكّ أن تصاعد الخطر الإرهابي، خصوصا على مستوى ضفتي البحر الأبيض المتوسّط ودول الساحل، قد أعطى لهذا التعاون زخما آخر وبوّأ المغرب مكانة الشريك الموثوق في إشاعة الأمن في المنطقة. فلطالما أشادت السلطات الفرنسية بالدور الإيجابي والفعّال الذي تضطلع به الأجهزة الأمنية المغربية في تحييد الخطر الأمني بمختلف تفريعاته، وعلى رأسها الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود.

وفي سياق تعزيز هذا التعاون المطّرد، وقّع، أمسِ، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي بالعاصمة الرباط خطّة عمل مشتركة مع المدير العام للشرطة الفرنسية، لوي لوجيي. وأوضح بلاغ لجهاز الشرطة المغربي أن الهدف من هذا التوقيع هو التأسيس 'لخارطة طريق مشتركة في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية لكلا البلدين الشقيقين'، أي أن المخطط سيسمح بتجاوز بعض الحواجز البيروقراطية من خلال وضع آليات بينية لإنفاذ الخطط الأمنية على وجه يضمن السرعة والفعّالية والنجاعة في تحييد الخطر.

فضلا عن ذلك، فإن هذا المخطّط سيفتح بابا أوسع لتبادل الخبرات وإجراء التكوينات الدورية وسيمكّن الأجهزة المغربية من الاستفادة من الخبرة الفرنسية في المجال التقني الذي يشهد فيه لنظيرتها الفرنسية بالكفاءة الجيّدة.

وعلى ضوء هذا اللقاء الذي حضره كذلك السفير الفرنسي بالرباط، تمّ تقليد مدير الأمن المغربي، عبد اللطيف الحموشي، ميدالية وبراءة وسام جوقة الشرف من درجة ضابط الذي منحته إيّاه السلطات الفرنسية تقديرا وامتنانا لجهود المغرب في استتباب الأمن بالمنطقة ومكافحة مختلف أوجه الجريمة.