اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الوطن
نشر بتاريخ: ٢٢ حزيران ٢٠٢١
لا تحتاج أكثر من عين ثاقبة النظر، وإحساس مرهف يمكنه إيصالك حتى إلى أعماق الآخرين لتسبر أغوارهم، وشاعرية مدهشة لتصطاد مواقف الحياة، وتحول أحداثًا قد يراها الآخرون مجرد تكرار لحدث يومي إلى كتاب يتلقفه القراء بكثير من الشغف.
هذا ما يفعله الشاعر والكاتب المصري أحمد اللاوندي في كتابه الجديد الذي حمل عنوان «في القطار المسافر صوب الشمال.. مواقف وذكريات»، وصدر عن دار النسيم للنشر بالقاهرة،. حيث يضم مجموعة من الأحداث والمواقف، التي التقطها من داخل قطار الأقاليم، ذلك القطار الممتلئ بركاب يمثلون شرائح اجتماعية متعددة.
لهؤلاء الركاب البسطاء؛ أهدى أحمد اللاوندي كتابه إليهم، قائلا «إلى ركاب قطارنا الذين ألهموني هذه الكتابة».
الكتاب الذي صممت غلافه الدكتورة هند سمير يقع في نحو 100 صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن 44 موقفا.
من أجواء الكتاب:
«حينما انتهت مدة خدمتي العسكرية بالإسكندرية؛ عملتُ مراسلًا لمحافظتي كفر الشيخ بجريدة «اللواء العربي»، والتي ظللت بها أقل من عام لأن مدير المكتب بالمحافظة كان لا يعطيني أي مقابل، بالرغم من أن الإدارة في القاهرة؛ كانت ترسل مكافآتي معه أولا بأول، ولقد علمت ذلك عن طريق الصدفة من إحدى الزميلات بالمقر الرئيس بالقاهرة.
لا أنسى أبدًا أن أول مادة نشرت لي في اللواء العربي كانت حوارًا مع المستشار علي عبد الشكور محافظ كفر الشيخ في ذلك الوقت.
أبي؛ في هذه الآونة كان عاملا بالمدرسة الثانوية التجارية التي كنتُ طالبًا فيها، وفي أحد الأيام؛ بعد أن عاد من المدرسة قال لي: يا أحمد؛ أنا كلَّمت الأستاذ عبد العليم مدير المدرسة لتعمل مدرِّسًا لمادة الحاسب الآلي بعقد مؤقت «يمكن ربنا يسهل وتثبت» وهو يريدك غدًا. لا أستطيع أن أصف الفرحة التي سيطرت على كياني بتلك اللحظة، وبالفعل؛ جهَّزت أوراقي ووضعتها في مظروف أبيض كنتُ اشتريته من مكتبة صديقي الأستاذ سعد عامر.
في اليوم التالي؛ ذهبتُ مع والدي الحاج إبراهيم متعه الله بالصحة إلى المدرسة، رحَّب بي الأستاذ عبد العليم، وبفطنته لم يكلِّف والدي أن يُحضر لي كوبًا من الشاي، بل أمر أحد الطلاب أن يشتري زجاجة كوكاكولا من كشك عبد المولى الحارون الملاصق للمدرسة، حتى لا يسبب لي أو له أي حرج.
بعد حديثي الذي كان قصيرًا مع الأستاذ عبدالعليم؛ أخبرني أنني سوف أستلم جدول حصصي من الغد».