استهل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، حديثه في المؤتمر الدوري الأسبوعي، بتوجيه تهنئة خالصة للرئيس عبدالفتاح السيسي والشعب المصري بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد، متمنيًا أن يكون عامًا مليئًا بالخير والسعادة والازدهار للجميع.

وتطرق مدبولي إلى الحديث عن العام المنتهي، مشيرًا إلى ما شهدته مصر من تحديات كبيرة تمكنا من تجاوزها بفضل الله وتضافر جهود الشعب المصري وقيادته الحكيمة.

وأوضح أن العام الماضي كان عامًا استثنائيًا بامتياز، وقد شهدنا فيه تحديات اقتصادية عديدة. ومع ذلك، استطاعت مصر أن تتخطى هذه العقبات بنجاح، حيث تم الإعلان في جلسة التواصل مع المستثمرين عن أرقام تؤكد تجاوزنا لهذه الأزمة.

وأوضح رئيس الوزراء أن العام الجديد، رغم ما يحمله من تحديات، إلا أنه سيكون عامًا أفضل بمشيئة الله، مؤكدًا أن الاقتصاد المصري سيواصل التعافي والنمو. وفي هذا السياق، أشار إلى إعلان صندوق النقد الدولي عن مراجعته الرابعة للاقتصاد المصري، والتي اعتبرت بمثابة شهادة ثقة في أداء الاقتصاد المصري. كما أضاف أنه بعد أسبوعين من هذا الإعلان، قام الاتحاد الأوروبي بإقرار دفعة جديدة من برنامج الدعم المخصص لمصر، ما يعكس ثقة المجتمع الدولي في قدرة مصر على تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.

وعن أداء القطاع المالي والاقتصادي، أشار مدبولي إلى أن القطاع الخاص قد حقق نتائج إيجابية، حيث بلغ معدل نمو الاستثمارات الخاصة 3.5%، وهو رقم يستحق التوقف عنده. وأوضح أن استثمارات القطاع الخاص تمثل أكثر من 63% من إجمالي الاستثمارات الكلية في البلاد، ما يعكس نموًا ملموسًا مقارنة بالعام الماضي. كما شدد على أن التيسيرات التمويلية التي قدمتها الدولة للقطاع الخاص قد زادت بشكل كبير، ما ساعد على تحفيز نمو القطاعات الاقتصادية المختلفة.

وفيما يتعلق بقطاع الصناعة، أعرب رئيس الوزراء عن اهتمامه الكبير بتطوير هذا القطاع، مشيرًا إلى زيارته المستمرة للمصانع ودعوة القطاع الخاص للمشاركة في تطوير الصناعات الوطنية. وأوضح أن الدولة قد خصصت 56 مليار جنيه لمرافق قطاع الغزل والنسيج، مؤكدًا أهمية الشراكة مع القطاع الخاص، سواء المحلي أو الدولي، في هذا القطاع الحيوي. وأضاف أن الدولة تسعى إلى إعادة تشغيل شركة النصر للسيارات والنصر للمسبوكات، بهدف تطوير المرافق الصناعية المصرية، مع إعطاء الأولوية للقطاع الخاص في قيادة هذا التطوير.

كما أشار مدبولي إلى توقيع عقود تنفيذ مصنع السيارات 'سايك الصينية'، الذي يُعتبر من أكبر مصانع السيارات في العالم، ما يعكس قدرة مصر على جذب الاستثمارات الأجنبية في القطاعات الإنتاجية. وأكد الإعلان عن مبادرة جديدة لدعم المصانع التي ترغب في التوسع، بالإضافة إلى المبادرات التي تهدف إلى دعم الحصول على المواد الخام.

وفيما يتعلق بقطاع السياحة، لفت مدبولي إلى أن مصر شهدت دخول نحو 15.7 مليون سائح في العام المنصرم، معربًا عن تفاؤله بأن الرقم كان سيصل إلى أكثر من 16 مليون سائح لولا بعض الأحداث غير المتوقعة. وأكد أن العام الجاري سيشهد افتتاح المتحف المصري الكبير، ما يعزز مكانة مصر السياحية على المستوى العالمي.

وأشار مدبولي إلى أن الحكومة تضع أولوياتها خلال الفترة المقبلة لضبط الأسعار استعدادًا لشهر رمضان الكريم، لضمان استقرار الأسواق وتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة. كما تطرق إلى مناقشات الرئيس مع وزير الاتصالات حول صناعة التعهيد، داعيًا الشباب المصري للاستفادة من هذه الفرص المستقبلية الواعدة. وأكد أن الأرقام العائدة من هذا القطاع تعد كبيرة، مع ضرورة أن يكون الاهتمام به جزءًا من استراتيجية الأسر والشباب في المستقبل.