أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة برمنغهام، أن الجلوس لفترات طويلة يمكن أن يضعف وظيفة الأوعية الدموية بشكل ملحوظ، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، بحسب الرجل.

وأوضح الباحثون أن مجرد انخفاض بنسبة 1% في كفاءة الأوعية الدموية، قد يؤدي إلى زيادة خطر أمراض القلب بنسبة تصل إلى 13%.

هذه النتائج تسلط الضوء على خطورة الجلوس المستمر، سواء في المكاتب أو السيارات أو أمام شاشات التلفاز، إذ يضع الجسم تحت ضغط حتى في حالة السكون وعدم الحركة.

الدراسة التي نُشرت في مجلة Journal of Physiology، هدفت إلى اختبار تأثير تناول مشروبات الكاكاو الغنية بالفلافانول على صحة الأوعية الدموية أثناء فترات الجلوس الطويل.

شارك في التجربة 40 رجلاً أصحاء، نصفهم يتمتع بلياقة بدنية عالية، والنصف الآخر أقل لياقة، وخضع المشاركون لجلسات جلوس امتدت لساعتين، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين؛ الأولى تناولت مشروب كاكاو غني بالفلافانول، بينما تناولت الثانية مشروباً منخفض الفلافانول، وقبل وبعد فترة الجلوس، قام الباحثون بقياس مرونة الشرايين، تدفق الدم، ضغط الدم، ومستويات الأكسجين في العضلات.

أظهرت النتائج أن تناول الكاكاو عالي الفلافانول ساعد في منع تصلب الأوعية الدموية، الذي يحدث عادة بعد الجلوس الطويل، بينما أدى الكاكاو منخفض الفلافانول إلى انخفاض مرونة الأوعية، ارتفاع ضغط الدم الانبساطي، انخفاض تدفق الدم، وتراجع مستويات الأكسجين في العضلات.

دور الأطعمة الغنية بالفلافانول في حماية القلب

اللافت أن مستوى اللياقة البدنية لم يكن كافياً وحده لمنع هذه التغيرات السلبية، إذ أظهرت النتائج أن حتى الرجال الأكثر لياقة تعرضوا لانخفاض في وظيفة الأوعية عند تناول مشروب منخفض الفلافانول، وهذا يؤكد أن النظام الغذائي يلعب دوراً محورياً في حماية القلب والأوعية الدموية من أضرار الجلوس المستمر.

الباحثة الرئيسية كاتارينا رينديرو أوضحت أن الجلوس الطويل يضع الجسم تحت ضغط حتى في حالة السكون، مشيرة إلى أن الحل يكمن في الجمع بين تناول أطعمة غنية بالفلافانول وكسر فترات الجلوس بالمشي أو الوقوف.

كما أكد الباحث سام لوكاس أن اللياقة البدنية وحدها لا تكفي لتجنب ضعف الأوعية الناتج عن الجلوس، إذا لم يتم دعم النظام الغذائي بهذه المركبات، والفلافانول هو مركب طبيعي يوجد في الكاكاو، التفاح، التوت، الشاي والمكسرات، وقد أثبتت دراسات سابقة فوائده لصحة القلب.

الدراسة شددت على أن هذه الأطعمة ليست بديلاً عن النشاط البدني، لكنها وسيلة داعمة للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل، خاصة وأنها سهلة الإدماج في النظام الغذائي اليومي من خلال خيارات بسيطة مثل كوب من الشاي، حفنة من المكسرات أو ثمرة تفاح.