اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة رم للأنباء
نشر بتاريخ: ٢١ تموز ٢٠٢٥
رم - برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة دانا فراس، رئيس المجلس العالمي للمعالم والمواقع (إيكوموس-الأردن) وسفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة للتراث الثقافي، أطلقت جامعة البلقاء التطبيقية فعاليات “ديوان الآثار والتراث #9” تحت عنوان “صوت الشباب لحماية التراث”، والذي يتضمن يومين من الجلسات الحوارية والورش التفاعلية بمشاركة خبراء دوليين، ومؤسسات بحثية، وطلبة من تخصصي الآثار والجغرافيا في الجامعة.
وجاء تنظيم هذه الفعالية بالتعاون مع مجلس أبحاث بريطانيا في بلاد الشام (CBRL)، والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى (IFPO)، والمركز الأمريكي للأبحاث (ACOR)، والمعهد الألماني البروتستانتي للآثار (GPIA)، بهدف تعزيز الحوار بين المؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني، وإشراك الشباب في جهود حماية التراث الثقافي المادي وغير المادي.
وفي كلمتها، عبّرت سمو الأميرة دانا فراس عن سعادتها بالتواجد في رحاب جامعة البلقاء التطبيقية، مشيدةً بالحيوية الفكرية لدى الطلبة وتفاعلهم الكبير مع قضايا حماية الإرث الثقافي. وأكدت سموها أن الجامعة تمثل صرحًا أكاديميًا وطنيًا فاعلًا في دعم التراث والثقافة، من خلال تمكين الشباب وتعزيز وعيهم، مشيرة إلى أن “الشباب هم مفاتيح التغيير” متى ما أُتيحت لهم الفرصة للتعبير والعمل.
كما أكدت سموها أهمية توظيف الطاقات الشبابية في مسارات إبداعية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، داعيةً إلى تعزيز ثقافة الابتكار، وتوسيع المشاركة المجتمعية، والنهوض بالإرث الحضاري الأردني على أسس من الوعي والمسؤولية، مع إيصال صوت عربي فاعل في المحافل الدولية.
من جانبه، أكد الأستاذ الدكتور شادي الحموري، نائب رئيس الجامعة أن تنظيم هذه الفعالية يأتي انسجامًا مع رؤية الجامعة في دعم مسارات الحفاظ على التراث الوطني، عبر تطوير برامج أكاديمية متخصصة، وتعزيز الشراكات مع مؤسسات المجتمع المدني والثقافي. وأشار إلى أن الجامعة استحدثت مؤخرًا كلية جرش لتقديم برامج نوعية في مجالات صيانة وترميم المباني التراثية، والتسويق الرقمي للمواقع الأثرية، والتصوير التراثي، كما أوضح أن الطلبة المشاركين في “ديوان التراث” خاضوا تجارب ميدانية لاكتشاف التطريز المعماري كأحد رموز الهوية البصرية المحلية.
وقدّمت الدكتورة ميساء الشوملي، رئيس قسم هندسة العمارة، عرضًا حول أبرز إنجازات كلية جرش وخططها المستقبلية، مؤكدةً أن الكلية ستكون مساحة تعليمية مفتوحة على المجتمع المحلي، ومنصة فاعلة في خدمة القطاعين الثقافي والتقني.
وفي كلمة خلال الفعالية، نوّه الدكتور فوزي قاسم أبو دنه، مدير عام دائرة الآثار العامة، إلى المكانة الاستثنائية التي تحتلها مدينة السلط بوصفها نموذجًا حيًا يعكس غنى الإرث الثقافي الأردني، مؤكدًا أن محافظة البلقاء تزخر بتراث حضاري غني يتطلب جهودًا مشتركة للحفاظ عليه. وأشار إلى أن دائرة الآثار العامة ماضية في برامجها التوعوية ومبادراتها المجتمعية بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات الثقافية.
وشهدت الفعالية مشاركة واسعة من طلبة الجامعة، حيث قدموا رؤى وتوصيات تقدمية حول حماية المواقع الأثرية وسبل دمج التكنولوجيا والمجتمع في جهود صون التراث. كما تناولت الورش التفاعلية موضوعات متعلقة بالتوثيق الرقمي، وإدارة التراث، والابتكار في تقديم المواقع التراثية.
وتجسّد هذه الفعالية التزام جامعة البلقاء التطبيقية بتعزيز الوعي الثقافي لدى طلبتها، وربط التعليم الجامعي بقضايا الهوية والتنمية المستدامة، من خلال شراكات فاعلة ومنهجيات تعليمية منفتحة على المجتمع والواقع.