أكدت الدكتورة نيفين وهدان، أستاذة الاقتصاد والعلوم السياسية، أن المملكة العربية السعودية أرسلت خلال زيارة ترامب رسالة واضحة بأنها لن توقع أي اتفاق تطبيع نهائي ما لم يتم إعلان دولة فلسطينية مستقرة على حدود الرابع من يونيو 1967، وهو ما يعكس تمسك المملكة بالمبادئ العربية رغم الأجواء السياسية المضطربة.

وأضافت خلال مشاركتها في برنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الزيارة التي قام بها ترامب للمنطقة لم تكن سياسية فقط، بل كانت في جوهرها 'صفقة تجارية' بنَفَس رجل الأعمال، إذ جاءت في توقيت كانت فيه واشنطن تبحث عن إنعاش اقتصادي داخلي، فيما كانت المنطقة العربية تسعى إلى استقرار سياسي وأمني وسط أزمات متفاقمة في اليمن وسوريا وفلسطين.

وأشارت إلى أن ترامب، الذي اعتاد على شخصنة السياسة وافتعال الأزمات، حاول استثمار زيارته للحصول على مكاسب فورية يمكن تسويقها للداخل الأمريكي، ومن ضمنها الهدايا الرمزية كالطائرة القطرية، التي أثارت جدلًا في واشنطن حول كيفية تقديمها وملكيتها الفعلية.

ووصفت وهدان خطاب ترامب بأنه يعتمد على مفردات حادة أحيانًا قد تُفهم بطريقة مغايرة لنيّته الحقيقية، كما حدث سابقًا مع حركة طالبان عندما وصف أحد قادتها بـ'الرجل القوي'، وهو ما تَبعَه انسحاب أمريكي كامل من أفغانستان، مما يؤكد أن الخطاب الظاهري لا يكشف دائمًا عن الاستراتيجية الكامنة.

وفي سياق الزيارة، شددت وهدان على أن ملفات الاقتصاد والاستثمار كانت حاضرة بقوة، غير أن الأطراف العربية كانت تميل إلى استغلال اللحظة للضغط باتجاه التهدئة في القضايا الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. ولفتت إلى أن الخلاف الظاهر بين إدارة ترامب ونتنياهو تجلى بوضوح في عدم إدراج إسرائيل ضمن جدول زيارة ترامب، ما يُعد رسالة سياسية بامتياز.

ورأت أن تل أبيب، وعلى لسان وزير التعاون الإقليمي لديها، حاولت التظاهر بعدم الرضوخ لأي ضغوط أمريكية، إلا أن هذا الموقف لا يعكس الواقع، مؤكدة أن الهدف الاستراتيجي لواشنطن يبقى دائمًا الحفاظ على أمن إسرائيل كجزء لا يتجزأ من سياستها الخارجية.

وحول مفاوضات وقف إطلاق النار، كشفت وهدان أن الوفد الإسرائيلي الذي زار الدوحة لم يُمنح صلاحيات تفاوضية واسعة، بل كان تركيزه ينصب على ملف الرهائن، وهو ما يشير إلى تعنّت إسرائيلي يُضعف أي محاولات لفرض هدنة فعلية في المنطقة خلال فترة زيارة ترامب.