يشهد ميناء المخا على الساحل الغربي لليمن حراكًا تجاريًا متسارعًا في ظل حالة من الاستقرار والنهضة التنموية والخدمية التي تعيشها مدينة المخا خلال السنوات القليلة الماضية. وقد ساهم هذا الاستقرار في استقطاب أنشطة اقتصادية واستثمارية متزايدة، خاصة في القطاع التجاري، ما جعل الميناء مركزًا لاهتمام رجال الأعمال والمستثمرين المحليين والدوليين، بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر وقربه من خطوط الملاحة الدولية.

وفي هذا السياق، تكثف الغرفة التجارية والصناعية بمحافظة تعز تحركاتها لتوسيع آفاق النشاط التجاري عبر ميناء المخا، حيث تواصل جهودها لإنشاء خط ملاحي تجاري يربط الميناء بعدد من الموانئ الإقليمية، وفي مقدمتها موانئ الهند، وعدد من الموانئ القريبة في المنطقة. وتُعد هذه التحركات خطوة مهمة نحو تعزيز دور الميناء في التبادل التجاري الدولي، وتحسين مستوى الخدمات اللوجستية، بما يسهم في فتح قنوات تجارية جديدة أمام المستوردين والمصدرين اليمنيين.

ويمتاز ميناء المخا بجاهزية كبيرة من حيث البنية التحتية والتجهيزات اللازمة لتسهيل عمليات نقل وتفريغ السلع والبضائع المختلفة، بما في ذلك المواد الغذائية والدوائية والسلع الاستهلاكية. وقد شهد الميناء خلال الفترة الماضية أعمال تطوير وتأهيل رفعت من كفاءته التشغيلية، ما جعله خيارًا مثاليًا لرجال الأعمال الباحثين عن موانئ بديلة أكثر كفاءة وأقل تكلفة، خاصة في ظل التحديات التي تواجه النقل في بعض الموانئ الأخرى.

وتسعى الغرفة التجارية والصناعية في تعز من خلال التفاهمات التي تقودها مع عدد من الخطوط الملاحية الدولية إلى التخفيف من أعباء النقل المرتفعة التي يتحملها التجار، فضلًا عن تعزيز قدرة السوق المحلية على الاستيراد والتصدير، وتوسيع دائرة التبادل التجاري مع الموانئ الإقليمية والدولية. وتؤكد الغرفة أن المشروع المزمع تنفيذه سيمثل خطوة استراتيجية نحو دعم النشاط التجاري لمحافظة تعز والمناطق المجاورة، كما سيساعد في تقليص الكلفة التشغيلية لعملية النقل وتوفير الوقت والجهد.

وفي هذا الإطار، دعت الغرفة التجارية والصناعية في محافظة تعز جميع التجار والمستوردين المهتمين بالمشروع إلى حضور الاجتماع الموسع الذي سيُعقد في مقر الغرفة يوم الأربعاء الموافق 18 يونيو 2025، في تمام الساعة العاشرة صباحًا، لمناقشة تفاصيل المشروع وأبعاده الاقتصادية، والاستماع إلى آراء ومقترحات القطاع التجاري بشأن أفضل السبل لإنجاح هذه المبادرة الحيوية.