الخطيب: صندوق تقاعد الأطباء يعاني عجزاً مالياً بـ45 مليون دينار… والنقابة تنتظر دعم الحكومة لإنقاذه #عاجل

خاص – كشف عضو مجلس نقابة الأطباء، الدكتور طارق الخطيب، أن صندوق التقاعد في النقابة يواجه عجزاً مالياً متراكماً يقدّر بنحو 45 مليون دينار في مركزي عمان والقدس، موضحاً أن بوادر الأزمة ظهرت بشكل واضح منذ عام 2017، بالتزامن مع ارتفاع عدد المتقاعدين والمستفيدين إلى نحو 6600 طبيب.

وقال الخطيب لـ'الأردن 24' إن الصندوق الذي تأسس عام 1972 'لم تكن بنيته الاكتوارية مدروسة'، إذ إن الاشتراكات التي دفعها الأطباء عبر العقود الماضية 'لا تتناسب مع قيمة الرواتب التقاعدية المفترض صرفها لاحقاً'. وأضاف: 'الطبيب المتقاعد يسترد كامل ما دفعه خلال 18 شهراً فقط، وهذا النظام غير معمول به في أي دولة بالعالم، وهو غير منطقي'.

وبيّن أن أحد العوامل الرئيسية لتفاقم العجز هو عدم تكامل الإيرادات مع النفقات، مشيراً إلى أن النقابة دفعت خلال عام 2025 وحده نحو 4.5 مليون دينار كرواتب تقاعدية، رغم الظروف المالية الصعبة.

وأوضح الخطيب أن النقابة استعانت بمؤسسة الضمان الاجتماعي لإجراء دراسات اكتوارية، حيث تمت الأولى عام 2017 والثانية عام 2024، وقد خلصتا إلى حزمة حلول دفعت مجلس النقابة إلى عقد اجتماع عام استثنائي وطرح التوصيات، ثم تعديل عدد من مواد نظام صندوق التقاعد والضمان الاجتماعي وإرسالها إلى وزارة الصحة لاستكمال الإجراءات التشريعية ونشرها في الجريدة الرسمية.

وأكد الخطيب أن الأزمة باتت 'أكبر من قدرة النقابة وحدها'، وأن إنقاذ الصندوق يتطلب تعاوناً حكومياً لتطبيق القوانين والأنظمة التي تضمن تعزيز الإيرادات. وأضاف أن للنقابة موارد قائمة، مثل اقتطاع 1% من أتعاب الأطباء في المستشفيات الخاصة، ودينار على كل دخول للمريض، إلا أن العديد من المستشفيات 'لا يلتزم بدفع هذه الرسوم'، في ظل غياب صفة الضابطة العدلية للنقابة رغم وجود التشريعات.

كما دعا وزارة الصحة إلى الإسراع في تطبيق نظام الصندوق التعاوني للأطباء، الذي ينظم العلاقة مع شركات التأمين ويُعد رافداً مهماً للصندوق.

ولفت الخطيب إلى أن الاستثمار الوحيد الذي أقرته الهيئة العامة سابقاً هو شراء الأراضي، مشيراً إلى أن الصندوق يمتلك أصولاً قيمتها الدفترية نحو 56 مليون دينار، 'لكن لا يمكن بيع هذه الأصول لتسديد الديون أو إغلاق الصندوق'.

وكشف عن بدء النقابة باستثمار عدد من أراضيها عبر نظام BOT من خلال مشاريع تشمل مولاً تجارياً كبيراً، ومستشفى، ومجمعاً تجارياً ضخماً، على أن تعود ملكيتها بالكامل للصندوق بعد انتهاء فترة التأجير.

وختم الخطيب بالقول إن أعداد الأطباء الشباب المشتركين في الصندوق ستزداد بشكل كبير خلال السنوات المقبلة، ومن المتوقع أن تتجاوز أعداد المتقاعدين خلال السبع سنوات القادمة، مما سيُخفف العبء عن الصندوق ويسهم في تعافيه تدريجياً.