زاد الاردن الاخباري -

بقلم يوسف المرافي - يعتبر الأستاذ الفاضل هاشم السفاسفة (أبو قيس ) - شفاه الله _ أحد أبرز القامات التربوية والوطنية والإجتماعية والتطوعية الفذة في محافظة الطفيلة وخارجها وأحد ابرز مدراء المدارس من الرعيل الأول ، حيث أمضى (٣٧) عاماً في التربية والتعليم داخل الأردن وخارجه ، و تقاعد عام (٢٠١٠ ) بعد مسيرة حافلة بالإنجازات، خاصة أنه من الشخصيات الوطنية ممن يتصفون بالحكمة والدراية والخبرة والبصيرة، وصاحب سيرة عملية مطرزة بالدرر والكنوز الدفينة، يجمع ما بين الشخصية الثقافية والشخصية التربوية والعمل التطوعي ، وسوف نتطرق لذلك ضمن سياق المقالة .

ينحدر الأستاذ هاشم السفاسفة أطال الله عمره في الخير وعمل الحسنات من عشيرة المزايدة إحدى العشائر المعروفة في لواء بصيرا ، التي تقع جنوبا على بعد ٢٢ كم جنوب مدينة الطفيلة في جنوب الأردن .

وهو من مواليد بصيرا عام ( ١٩٤٩ ) ، و هو تربوي مخضرم قديم واسع الثقافة و الإطلاع ، حيث يعتبر من الجنود المجهولين في محافظة الطفيلة ومن القلة القليلة الذين يحضون بسيرة عطرة مليئة بالإنجازات على الصعيد المدرسي و الإداري لا سيما أن الرجل من الرعيل الأول في قطاع التربية والتعليم .

درس المرحلة الإعدادية في بصيرا لغاية سنة (١٩٦٧)ثم تابع الدراسة الثانوية في مدرسة الطفيلة الثانوية و التحق بمعهد معلمين حوارة، وتخرج منه سنة (١٩٧٢) تم تعيينه في مدرسة القادسية سنة (١٩٧٢) وبعدها عمل بعدة مدارس منها غرندل وبصيرا الثانويه ، وفي سنة (١٩٧٨) أعير لسلطنة عُمان حيث أمضى هنالك لغاية سنة (١٩٨٣) ، بعدها عاد إلى الطفيلة و عين مديراً لمدرسة بصيرا الأساسية للبنين وكان ذلك سنة (١٩٨٤) ، وبقي فيها لمدة طويلة (٢٧) سنة، بحيث أصبح مجموع خدمته كاملاً (٣٧) سنة.

أحيل على التقاعد سنة (٢٠١٠) وعمل متطوعاً مع الوكالة الأميركية لتنمية المجتمعات المحلية لمنطقة الطفيلة وبصيرا لمدة (٥) سنوات، وبعدها تم تعينه مديراً للعلاقات العامة في مصنع الملابس في لواء بصيرا لمدة (٧) سنوات .

خلال عمله بالتربية عمل مشرفاً على مركز شباب بصيرا لمدة (٢٠) عاماً، ثم رئيساً لجمعية بصيرا الخيرية لمدة (١٥) عاماً ، ثم نائباً لرئيس إتحاد الجمعيات الخيرية، وعضواً بالاتحاد العام للجمعيات الخيرية لمدة (١٠) سنوات، حيث أشرف مع لجنة اليانصيب الخيري بالتلفزيون الاردني (٨) سنوات، له من الأبناء (٤) منهم (٣) أكملوا دراسة شهادة الدكتوراه بالهندسة في أمريكا وآخر بالقوات المسلمة برتبة نقيب، أما البنات المهندسه لبنى مديرة أشغال بصيرا ، والدكتوره جيهان مديرة الشُؤون التعليمية والفنية في تربية منطقة الطفيلة والثالثة دكتور صيدلة بوزارة الصحة .

كان حريصا على طلبته في العمل والمحافظة عليهم ، و علما معروفا في حكمته و بصيرته حيث يعتبر أحد أبرز أعمدة عشيرة المزايدة في لواء بصيرا / الطفيلة و أحد أبرز رجالات التربية القدامى الذين تميز بهدوء طبعه وحسن أسلوبه وبشاشة وجه ورقي أخلاقه وفق ما نقل عنه بشهادة أحد طلبته ممن تتلمذوا على يديه .

كان مرجعية لمعلمي المدارس التي كان فيها مديرا ؛ لخبرته الواسعة التي تزخر بالمعرفة والثقافة في المجال التعليمي و الإجتماعي ، فهو الأب التربوي للطلبة و الأب التعليمي للمعلمين ، حيث كان ينظر له كالأب في المدرسة ، و خارجها لما يتمتع به من خبرة غنية في المجالين التربوي والإجتماعي .

تتلمذ على يديه آلاف الطلبة من قطاعات شتى أصبحوا فيما بعد مسؤولين و معلمين و قيادات تربوية ، فقد اتصف بأنه شديد في الحق لين في المعاملة ، كما اتصف بالكرم و الجود ، حيث أمتلك خبرة كبيرة في التعامل مع طلبته ومجتمعه لا يضيع الحق عنده ، ديمقراطي في تعامله يعامل طلبته ومجتمعه على مسافة واحدة لا يميز بين أحدا من الناس، إلا أنه يقف مع صاحب الحق حتى يحصل على حقه ، فقد كان شديدا في قول الحق لا يحب الإعوجاج و لا يخشى في الله لومة لائم ، كريم جواد مبتسم عند الحديث معه تشعر بالوقار و الهيبة عند مجالسته .

رجل تربوي مخضرم ، تشهد له ميادين التربية والتعليم في الأردن وفي الطفيلة خاصةً أنه قدوة يحتذى في الإخلاص والتفاني ، يتميز في فهمه للرسالة الحقيقية لصاحب العلم ، فقد كان حكيما في أسلوب إعطائه وتقديمه للمعلومة مبتسما، يعشق البساطة زاهداً ، ودوداً ، معتدلا ، يتمتع بخصال و مزايا حميدة، جلّها الإيمان ،و دماثة الخلق ،وحسن المعشر، وطيبة القلب، متميزًا بالتواضع الذي زاده احترامًا وتقديرًا ومحبة الناس والطلاب ،وكل من عرفه والتقى به . بشوش رغم قسوة الحياة وظروفها ، فقد كان يتمتع بالرزانة والدقة أثناء عمله مديرا لمدرسته في بصيرا ، فقد كان معلما ذا صيت وهيبة و مدير مدرسة في قمة عطائه .

امتازت شخصيته بالحكمة والدراية و إلمامه بأساسيات أدب الحوار و النقاش ، خصوصا أنه أمتلك شخصية على مستوى عال من الثقافة والعمل الإجتماعي والتطوعي أهلته أن يكون من الذين استطاعوا إثبات قدرته على قيادة العملية التعليمية في مدرسته بكل جدارة و استحقاق آنذاك ، حيث كان يُضرب به المثل في إدارته الحكيمة للمدرسة ، فهو شخصية تربوية قدمت للقطاع التربوي والمجتمع ككل .

كان شديد الالتزام بعمله ، فقد كان ملتزما بعمله في مدرسته التي أحبها واحبته لا يغادرها إلا عند الضرورة ، فقد كان يقوم بعمله على أكمل وجه وفق قول أحد تلاميذه ممن عاصروه .

يصفه البعض بالموسوعة نظراً لأنه يمتلك شخصيةمتمرسة في العمل الإداري والعمل التطوعي في كافة المراكز التي عمل بها ، فهو يزاوج بين الشخصية الصارمة في حالة وجود مواقف وحالات يتساهل البعض فيها بالقرارات ، وبالشخصية الديمقراطية السلسة في حالة وجود تعاون حقيقي بين كافة أطراف العملية التعليمية .

ولا ننسى أنه دائم الابتسامة ذو وجه بشوش رغم قسوة الحياة وظروفها وما عايشه من صعوبات ومنغصات بداية دراسته الإبتدائية والثانوية حتى الجامعية .

كان يشعر مع الطلبة الفقراء واليتامى في مدرسته سابقاً ، حتى قيل أنه يعاملهم معاملة خاصة في إتخاذ القرارات المدرسية غير الطلبة العاديين .

كان يشعر مع المعلمين أصحاب الظروف الخاصة، فقد كان يجلس معهم على انفراد ويتلمس حاجياتهم ويوجههم نحو التغلب على الظروف الصعبة ووغثاء الحياه.

فيما اتفق آخرون على أنه ' رجلٌ تربويٌ من نوعٍ آخرّ يتصف بدماثة الأخلاق معطاء ومخلص حتى النخاع يعشق عمله و ينقل خبراته بكل براعة و قدوة حسنة و مثال يحتذى بعطائه وانتمائه لمهنته و وطنه ' .

فقد تقاعدت بعد مسيرة عطاء مليئة بالإنجازات ، ومشوار حياة في السلك التعليمي والعمل التربوي والاجتماعي والتطوعي ، تاركاً خلفك سيرة عطرة، وذكرى طيبة، وروحاً نقية، وعبق أريج نرجسية، وإرثًا من القيم والمثل النبيلة. عرفوا عنك معلمًا ومديرا هادئًا ، متواضعا، متسامحًا، راضيًا، قنوعًا، ملتزمًا بانسانيتك ،و ملتزما بدينك و حملت الأمانة بإخلاص، وأعطيت الحياة والناس جهدك وخبرتك وتجربتك وحبك للجميع .

كنت واحدًا من جيل المربيين والأساتذة الأفاضل المؤمنين بالرسالة التربوية العظيمة، الناكرين للذات، من ذلك الزمن الجميل البعيد .

حفظ الله أستاذنا الفاضل( أبو قيس) وأطال الله في عمره بعمل الخير والحسنات ، وأسأل الله تعالى أن يشفيه شفاءً عاجلاً وأن يحفظ أبناءه وندعو الله تعالى أن يمكننا في المستقبل إن شاءت الظروف بالتوسع عن سيرته الإجتماعية ومواقفه النبيلة المشرفة وقصصه المثيرة للإعجاب في خدمته في وزارة التربية والتعليم والعمل التطوعي ورئاسته للجمعية وغيرها ، ليكون قدوة للأجيال الحالية والقادمة في الإخلاص والتفاني والعطاء وقدوة في العمل الإداري الناجح، خاصة أنه من الر عيل الأول، وله سجل حافل بالعطاء والإنجازات التي سوف يذكرها الأجيال كمثال على المدير الفاضل والإداري الخبير التربوي الناجح.

ونسأل الله أن يحفظه ويديم عليه الصحة والعافية يارب، وأن يحفظ الأبناء حتى يسيروا على نهج والدهم في الإخلاص والتفاني والعطاء وقدوة في العمل الإداري الناجح وهم كذلك الآن من خلال عملهم في مؤسسات الوطن كقيادات ناجحة في العمل الإداري يشار لهم بالبنان .