في ظل تصاعد الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين في اليمن على السفن التجارية في البحر الأحمر، بدأت العديد من السفن في اعتماد استراتيجية جديدة لتجنب الاستهداف، من خلال عرض رسائل على أنظمة التعرف الآلي (AIS) مثل 'جميع أفراد الطاقم مسلمون' أو 'طاقم صيني' أو 'طاقم روسي'.

تأتي هذه الرسائل كمحاولة للإشارة إلى أن السفن ليست مرتبطة بإسرائيل أو حلفائها، مثل الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، وهي الدول التي يزعم الحوثيون أن هجماتهم تستهدف سفنها كرد فعل على الحرب في غزة. هذه الهجمات، التي بدأت منذ أواخر عام 2023، أثرت بشكل كبير على الملاحة البحرية في هذا الممر الحيوي الذي يمر عبره حوالي 15% من التجارة العالمية، مما دفع أصحاب السفن إلى البحث عن وسائل لتقليل المخاطر. وفقًا لصحيفة دايلي ميل.

تُعد هذه الاستراتيجية محاولة غير تقليدية للتواصل مع المهاجمين، حيث تستخدم السفن نظام التعرف الآلي لعرض معلومات عن جنسية الطاقم أو ديانتهم، بهدف إقناع الحوثيين بأن السفن لا تمثل أهدافًا مرتبطة بالصراع.

الحوثيون، استخدموا الصواريخ والطائرات المسيرة في هجماتهم، مما أدى إلى إغراق سفينتين ومصادرة أخرى، فضلًا عن مقتل عدد من البحارة. الرسائل مثل 'جميع أفراد الطاقم مسلمون' تهدف إلى استمالة الجماعة، التي تدعي أن هجماتها تستهدف فقط السفن المرتبطة بإسرائيل أو داعميها.

ومع ذلك، أشارت تقارير إلى أن الحوثيين هاجموا سفنًا دون أدلة واضحة على ارتباطها بإسرائيل، مما يجعل فعالية هذه الرسائل غير مؤكدة. على سبيل المثال، تم استهداف سفن تحمل أعلام دول مثل ليبيريا وبنما، مما يعكس العشوائية في بعض الهجمات.

يذكر أن تأثير هذه الهجمات امتد إلى الاقتصاد العالمي، حيث اضطرت العديد من الشركات إلى تغيير مسارات سفنها لتجنب البحر الأحمر، مما زاد من تكاليف الشحن والتأمين.

تجدر الإشارة إلى أن البحر الأحمر، الذي يربط بين قناة السويس وخليج عدن، يُعد أحد أهم الممرات التجارية في العالم، وأي اضطراب فيه يؤثر على سلاسل التوريد العالمية.

وقالت الصحيفة البريطانية إن الرسائل التعريفية على أنظمة AIS محاولة يائسة من أصحاب السفن للحفاظ على سلامة الطواقم والبضائع، لكنها تُثير أيضًا تساؤلات حول مدى قانونية أو أخلاقية استخدام مثل هذه الرسائل للإيحاء بانتماءات معينة.

يواصل المجتمع الدولي، بما في ذلك قوات التحالف البحري بقيادة الولايات المتحدة، محاولات حماية الملاحة في المنطقة، لكن التحديات لا تزال قائمة في ظل استمرار التوترات الإقليمية.