الأثاث الخشبي عنوان للغالبية العظمى من بيوتنا العربية. وليس مجرد قطعة توضع في المنزل؛ إنه عنصر يضيف الدفء، والهوية، واللمسة الراقية التي تبحث عنها كل امرأة محبة للتفاصيل. ومع مرور الوقت، يصبح الخشب شاهداً على الحياة اليومية والذكريات، بحسب زهرة الخليج.

لكن حسن المظهر لا يدوم تلقائياً؛ إنه نتيجة روتين بسيط ورعاية مستمرة، تحافظ على جمال القطع، وتساعدها على العمر سنوات طويلة دون أن تفقد سحرها.. في ما يلي خطوات عملية وسهلة، تضمن لك الحفاظ على أثاثكِ الخشبي في أفضل حالاته لسنوات.

طرق للحفاظ على أثاثك الخشبي؛ ليبقى جميلاً لعقود:

- عاملي الخشب كما تعاملين بشرتك:

قد يبدو الأمر غريباً، لكن التشبيه دقيق جداً. فالخشب يتأثر بالشمس والرطوبة، تماماً كما تتأثر البشرة. لذلك: تجنّبي تعريض القطع لضوء الشمس المباشر لفترات طويلة، حتى لا يبهت اللون أو يتضرر السطح. ضعي ستائر أو حاجب ضوء لتقليل تأثير الأشعة القوية. وحافظي على رطوبة المكان معتدلة؛ لتجنّب تمدد الخشب أو انكماشه.

- اعتني بقطعكِ كأنكِ تستخدمينها لأول مرة:

التصرفات الصغيرة تصنع فارقاً كبيراً على المدى الطويل. فكري دائماً: «كيف كنت سأتعامل مع هذه القطعة يوم شرائها؟»، ويمكنكِ القيام بوضع قواعد لاصقة أسفل الكراسي والطاولات؛ لحماية الأرضيات ولمنع الخدوش، واستخدام قواعد للأكواب لتجنّب بقع السوائل، ووضع فوط أو قواعد تحت الأطباق الساخنة، ومسح أي انسكاب فوراً بقطعة قماش خفيفة الرطوبة ثم تجفيفه.. هذه العادات اليومية تمنح الخشب عمراً أطول، وتُبقي سطحه لامعاً وسليماً.

- استخدمي منظفات لطيفة:

التنظيف القاسي ليس الحل للخشب، بل بالعكس قد يتسبب في تلفه. ابدئي، دائماً، بأبسط تركيبة ممكنة: قطرات قليلة من سائل الجلي مع القليل من الماء الدافئ. هذا الخليط يزيل الغبار والأوساخ، دون أن يضر بالسطح. وللبقع الصعبة، أضيفي قليلاً من الخل الأبيض للمزيج، ومرري إسفنجة ناعمة برفق دون فرك عنيف، وتجنّبي تماماً المواد المبيّضة، ومنظفات الحمّام، والأمونيا، أو مزيلات الدهون القوية؛ لأنها قد تؤثر على طبقة الحماية، وتشوّه مظهر الخشب.

- لا تملئي الأدراج أكثر مما تحتمل:

من السهل أن نقع في عادة «الحشر»، خصوصاً في أدراج الملابس. لكن زيادة الوزن قد تجعل الأدراج تترهل، أو تتعطل مساراتها. اكتفي بوضع وزن خفيف إلى متوسط داخل الأدراج. ورتّبي المحتويات حتى لا تتراكم في مكان واحد، وأغلقي الأدراج والأبواب برفق، دون طرق أو شدّ قوي. فهذه التفاصيل تضمن بقاء القطعة مستقرة، ومتوازنة، لسنوات.

وتذكّري أن الخشب يتحمّل، لذا لا تبالغي في الحرص، فالخشب بطبيعته مادة قوية، وخدش صغير لن يفسد القطعة. ومع مرور الوقت، يكتسب الخشب لمسة جميلة تُسمّى «العتق»، وتمنحه شخصية خاصة. فلا تتعاملي مع كل أثر صغير كأنه كارثة. لأن الخشب يمكن صقله، وتجديده، وإعادة تلميعه بسهولة عند الحاجة. والأهم أن تتقبّلي أن القطع الخشبية تتغير مع الزمن، وهذا جزء من جمالها. فالهدف ليس أن يبدو الأثاث جديداً دائماً، بل أن يشيخ بطريقة جميلة، ويندمج في قصة منزلكِ.