من كرسي حلاقة في نيويورك، انطلقت شرارة شركة ناشئة تهدف لإعادة تشكيل سوق العناية بالشعر البالغ حجمه 50 مليار دولار.

القصة بدأت بجملة عابرة وربما 'مخادعة' وجهها حلاق لزبونه، لتتحول إلى منصة تعتمد الذكاء الاصطناعي لكشف الحقائق الطبية بعيدًا عن الاستغلال التجاري.

يقول سيرياك ليفورت (32 عامًا)، وهو رائد أعمال فرنسي، إن الفكرة خطرت له قبل عامين عندما قال له حلاقه: 'لقد بدأت تفقد القليل من الشعر'. ورغم أن ليفورت لم يكن يشعر بذلك، إلا أن تأثير الكلمة كان فوريًا.

يضيف: 'عندما يخبرك شخص ما أنك تفقد شعرك، فإنك تشتري أي شيء يقترحه'. وبالفعل، اشترى الشامبو الذي نصحه به الحلاق.

فخ المعلومات المضللة

تلك التجربة دفعت ليفورت للغوص في 'جحر الأرنب' الخاص بصناعة تساقط الشعر، ليكتشف قطاعًا مليئًا بالمعلومات المضللة والعيادات ذات التقييمات غير المؤكدة.

والمفارقة أن ليفورت زار لاحقًا طبيبًا مختصًا أكد له أنه، في الواقع، لا يعاني من الصلع.

ومن هنا، قرر ليفورت التعاون مع تيلين بابنيك (28 عامًا) لتأسيس 'MyHair AI'، بهدف استخدام التكنولوجيا لتشخيص تساقط الشعر بدقة وموضوعية.

التشخيص عبر 'البرمجة السريعة'

اعتمد الثنائي على تقنيات البرمجة السريعة والمدعومة بالذكاء الاصطناعي (Vibe Coding) لبناء النموذج الأولي في أسابيع قليلة فقط دون توظيف مهندسين في البداية.

وتعمل المنصة ببساطة: يلتقط المستخدم صورًا لفروة رأسه ويحملها للتطبيق. تقوم تقنية الذكاء الاصطناعي، المدربة على أكثر من 300 ألف صورة للشعر، بتحليل كثافة الشعر واكتشاف العلامات المبكرة للتساقط.

ومع مرور الوقت، يتتبع النظام تطور حالة الشعر، مما يسمح ببناء روتين وقائي مخصص. كما يتيح التطبيق العثور على أطباء وقراءة مراجعات موثقة لتجنب الاحتيال.

العلم مقابل التجارة

ويؤكد ليفورت أن تطبيقه يختلف عن المنافسين (مثل Hims) بأنه لا يكتفي ببيع المنتجات، بل يستخدم نموذج ذكاء اصطناعي مخصص للتشخيص بدلًا من النماذج اللغوية العامة.

ويوضح: 'يخبرك الذكاء الاصطناعي الخاص بنا بما يحدث بالفعل لشعرك، ويشرح العلم وراء المنتجات بما في ذلك الآثار الجانبية'.

أرقام وتوسع

وحققت الشركة انطلاقة قوية هذا الصيف، حيث تضم الآن أكثر من 1000 مشترك يدفع رسومًا و200 ألف حساب مستخدم، وحللت أكثر من 300 ألف صورة لفروة الرأس. كما انضمت الدكتورة 'تيس'، وهي طبيبة أمراض جلدية شهيرة، إلى مجلس إدارة الشركة يوم الأربعاء.

ويختتم ليفورت حديثه عن رؤيته للشركة التي تسعى الآن للتوسع والشراكة مع العيادات: 'الرجال يقلقون بشأن شيئين في صحتهم: الضعف الجنسي وتساقط الشعر. نحن نعالج أحد أكبر المخاوف اليومية'.