تزخر منطقة العين بالعديد من المعالم التاريخية والثقافية، تجعل منها قبلة فريدة ومميزة ومدهشة للزوار، إذ يتقاطر عليها السياح من كل حدب وصوب، لاعتدال مناخها وانبساط أراضيها، وامتلائها بالعديد من مناطق الجذب السياحية التي توفر لزوار المدينة وقاطنيها، الراحة والاستجمام والانتعاش والسعادة، بحسب زهرة الخليج.

ومن أبرز المعالم التاريخية والثقافية الموجودة في منطقة العين:

بوابة الواحة ومعرض البوابة الغربية

تتربع المباني في الساحة وسط واحة العين، في العين التي تلقّب بمدينة الواحات وتشكل القلب التراثي النابض لإمارة أبوظبي، وتشكل مدخلاً للواحة يمكن الوصول إليها عبر البوابة الغربية الحالية. تُعدّ البوابة هيكلًا خرسانيًا مستحدثًا مغطى بالطين يشبه بوابات الواحات القديمة التي أصبحت جزءاً من الهوية التاريخية والأثرية للمدينة.

وقد اكتملت البوابة بإضافة جناح صغير مؤلف من طابق واحد على كل جانب، حيث نجد على اليمين مكتب التذاكر، وعلى اليسار معرض البوابة الغربية. وتم بناؤهما على الطراز المعماري نفسه للمباني الموجودة في الساحة، وتتميز بجدران زجاجية توفّر إطلالات رائعة على بستان النخيل.

داخل مدخل البوابة الغربية، يوفر المعرض الدائم فرصة للتعرف عن كثب على الواحة وما يحيط بها، فضلاً عن الفلج (نظام الري التقليدي القديم) الذي يعدّ المجرى المائي المتدفّق من المصدر الرئيسي إلى بساتين النخيل والذي اتّبعته الإمارات لأكثر من 4 آلاف عام.

مجلس الشيخ زايد في مستشفى الواحة

يُعد مجلس الشيخ زايد في مستشفى الواحة بمنطقة العين معلماً بارزاً لا بد من زيارته، إذ يسلط الضوء على تاريخ مدينة العين، ومراحل تطورها، وبدء الرعاية الصحية. يقع المجلس عند مدخل مستشفى الواحة ويحتوي على معرض للصور يسرد مراحل تطوّر قطاع الرعاية الصحية، والدور المهم لمستشفى الواحة الذي يعتبر أول مستشفى في إمارة أبوظبي.

ويؤدي مستشفى الواحة دوراً هاماً في تاريخ أبوظبي، لاسيما منطقة العين. فقد تأسس على يد الدكتورين باتو وماريان كينيدي اللذين قدما إلى العين في نوفمبر 1960.

وخلال هذه الفترة، كان معدل الوفيات في المنطقة يبلغ مستويات عالية جداً، وكان عدد السكان ينحدر. فعمل الطبيبان كينيدي مع فريقهما الصغير لتوفير أول برنامج حديث للرعاية الطبية في المنطقة، مع التركيز على تحسين الرعاية بالحوامل والأطفال.

متحف العين

يُعد متحف العين، ملاذاً لعشاق التاريخ، إذ يعتبر أقدم متحف في دولة الإمارات، الذي يروي قصة تاريخ الدولة القديم. شُيّد المتحف بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 1969، بهدف رسم تاريخ منطقة العين من العصر الحجري وصولاً إلى تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971. ويضم اليوم باقة واسعة من الآثار المكتشفة في العديد من المواقع الأثرية المنتشرة في أنحاء المنطقة، بما في ذلك أدوات مصنوعة من حجر الصوّان ورؤوس سهام يعود تاريخها إلى الألفية السادسة قبل الميلاد.

ويضم متحف العين ثلاثة أقسام: قسم الآثار، وقسم الإثنوغرافيا، والهدايا، ويسلّط الضوء على التقاليد والثقافة المحلية التي شكلت هوية المنطقة.

مركز القطارة للفنون

يقوم مركز القطارة للفنون بدور مميز في المشهد الفني والثقافي، لمنطقة العين تراثياً، فهو لا يعد وجهة لمشاهدة الأعمال الفنية فحسب، بل أيضاً مركزاً لصناعتها. تأسس المركز عام 2011 ليتيح للأطفال واليافعين والبالغين بمختلف اهتماماتهم ومستوياتهم المهارية دراسة الفنون والثقافة وممارستها وتطويرها، ويضم المركز صالة عرض لإقامة المحاضرات والندوات والمعارض الفنية المجتمعية بانتظام. كما يوفر المركز معرضاً صغيراً ودائماً للمكتشفات الأثرية من المنطقة المحيطة، إلى جانب استوديوهات فنية متعددة الأغراض، تضم قاعات دراسية لتعلم الموسيقى، والحرف اليدوية، وأيضاً استوديو خاصاً لدروس الرسم والتلوين، فضلاً عن قاعة مجهزة بالكامل للأعمال الفخارية، واستوديو لفن الخط.

قرية التراث

تضم العين القلب التراثي النابض لإمارة أبوظبي، 32 سوقاً للحرف القديمة، تقدّم مجموعة متنوعة من الأشغال اليدوية والمأكولات التقليدية.

وتتيح القرية لزوارها فرصة مشاهدة النساء البدويات بينما يقمنَ بالأشغال اليدوية، واكتشاف الملابس التقليدية والتوابل والعطور ومنتجات التمور والأكسسوارات، وتُعدّ القرية وجهة مثالية لشراء التذكارات أو الهدايا للعائلة والأصدقاء.

كما توفر باقة من المطاعم خيارات عدة لتناول الطعام تشمل المأكولات الإماراتية التقليدية فضلاً عن الشاي التقليدي والأطباق العربية والحلويات اللذيذة.