رم - *بقلم: الدكتور محمد كامل القرعان

في المشهد الدرامي العربي، قلّ أن نجد مؤسسة حافظت على ثوابتها الفنية والوطنية كما فعلت *مؤسسة عصام الحجاوي للإنتاج والتوزيع الفني*، التي أثبتت عبر مسيرة طويلة أن الفن الأردني قادر على المنافسة، وقادر في الوقت ذاته على الحفاظ على مضمونه وهويته الأصيلة.

لقد نجحت هذه المؤسسة في أن تكون *نقطة التقاء بين الأصالة والاحتراف*؛ إذ قدّمت أعمالًا تناولت الإنسان الأردني بقضاياه وتفاصيل حياته، لكنها لم تنغلق على المحلية، بل انفتحت على الهمّ العربي، فحملت رسائلها إلى المشاهدين في مختلف أنحاء العالم العربي، لتثبت أن الدراما الأردنية ليست هامشًا، بل جزء أصيل من الثقافة العربية.

ما يميز مؤسسة عصام الحجاوي ليس فقط حجم الإنتاج أو عدد الأعمال، بل *نوعية ما تقدمه* من مضمون وقيمة فكرية وجمالية. فهي لا تبحث عن الانتشار السريع، بل عن البصمة التي تبقى. ومن هنا، استطاعت أن تُرسّخ حضور الفنان الأردني على الشاشات العربية، وأن تجعل من الدراما الأردنية مدرسة تحترم عقل المشاهد وتقدّر وعيه.

إن المؤسسات الفنية الرائدة، مثل عصام الحجاوي، لا تُقاس بما أنتجته فقط، بل بما زرعته من *ثقة لدى الجمهور والفنان الأردني*، وبما قدمته من فرص حقيقية لصناعة درامية متكاملة تمتلك رؤية واضحة ومقومات النجاح والاستمرار.

وفي زمن تسوده المنافسة المفتوحة وتتنوع فيه المنصات، تبقى *الخبرة والرؤية والالتزام بالقيمة* هي ما يميز القادرين على البقاء، وهذا ما أثبتته المؤسسة خلال سنوات من العمل المخلص والدؤوب.

إن دعم مثل هذه المؤسسات هو دعم للدراما الأردنية وللثقافة الوطنية عمومًا، لأن الفن الحقيقي ليس ترفًا، بل رسالة تعكس صورة الوطن وتُسهم في تشكيل وعي الأجيال.

*مؤسسة عصام الحجاوي* لم تكتف بأن تكون منتجًا فنيًا، بل أصبحت *رمزًا للهوية الدرامية الأردنية* التي تنافس وتُبدع وتستمر.