أبو نوار: الضربة الأميركية ضد إيران متهورة واستعراضية.. والرد الإيراني قادم #عاجل

مالك عبيدات – قال الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، إن الضربة الأميركية التي استهدفت المفاعل النووي الإيراني كانت 'متهورة وخطيرة وغير ضرورية'، مؤكداً أن المسار الدبلوماسي كان متاحاً، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فضّل خيار التصعيد، مما أشعل فتيل الأزمة في المنطقة.

وأضاف أبو نوار في تصريح لـ'الأردن 24' أن قرار قصف منشأة 'فوردو' النووية تسبب في توتير الأجواء في الإقليم وربما العالم بأسره، موضحاً أن القصف استهدف جبالاً صماء بحجة قصف المفاعل، رغم أن الأخير مدفون داخل الجبال، التي تتمتع بتركيبة جيولوجية قادرة على امتصاص أثر الضربات.

وأشار إلى أن العملية لم تُرفق بأي صور جوية أو معلومات استخبارية موثقة، ولم يتم الإعلان عن تقييم عسكري واضح لنتائجها، وهو ما يثير تساؤلات بشأن جدوى هذه الضربة التي وُصفت بأنها مبالغ فيها ومحدودة الأثر.

وتوقّع أبو نوار أن ترد إيران خلال الأيام المقبلة من خلال ضربات صاروخية 'رمزية' لكنها ذات أثر تدميري فعّال داخل إسرائيل، بالإضافة إلى تفعيل أدواتها الإقليمية في مضيق هرمز، وباب المندب، وخليج عمان، إلى جانب تحريك حزب الله في لبنان والعراق، والمليشيات المتحالفة معها لاستهداف القواعد الأميركية في المنطقة.

وأوضح أن بعض دول الخليج طالبت واشنطن بعدم تنفيذ الضربات ضد إيران والعراق، لكن تلك المطالب لم تلقَ احتراماً، مما وضع الحلفاء في موقف محرج، لافتاً إلى أن واشنطن لا تهتم سوى بفرض مشروع قيادة إقليمية بالتعاون مع إسرائيل.

وأكد أبو نوار أن الدول العربية، خصوصاً الأردن ومصر، ترفض استمرار التصعيد الحالي، ما يرجّح عودة التحركات الدبلوماسية إلى الواجهة.

واعتبر أن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى روسيا مؤشر مهم على البحث عن حلول سياسية، في ظل اجتماع مجلس الأمن المتوقع، وإن كانت واشنطن ستستخدم 'الفيتو' لإفشال أي إدانة محتملة.

كما رجّح وجود قنوات دبلوماسية خلف الكواليس لإيجاد مخرج للأزمة بعد الصدمة التي أحدثتها الضربة الأميركية، واصفاً العملية بأنها لم تكن معقدة أو خطرة، بل كانت مجرد استعراض للقوة، جرى تضخيمه إعلامياً دون تحقيق نتائج ملموسة.

واختتم أبو نوار حديثه بالتأكيد على أن الرئيس ترامب لم يحترم حلفاءه وورّطهم في تصعيد لا طائل منه، متسائلاً: 'ما الأضرار الحقيقية التي لحقت بالمفاعل النووي المستهدف؟'. مشدداً على أن إيران دولة قوية ذات قيادة راسخة، وأي تغيير في نظامها يجب أن يأتي من الداخل، مؤكداً أن قوى دولية كروسيا والصين قد تتدخل لإعادة التوازن وضمان عدم الانزلاق نحو حرب مفتوحة.