اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٦ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
يحظى الكبد بمكانة حيوية في جسم الإنسان، كونه المسؤول الأول عن إزالة السموم وتنظيم مستويات الدهون والسكريات، إلا أن عادات غذائية سيئة قد تُثقل كاهله وتدفعه نحو المرض بصمت. وفيما يسعى الكثيرون إلى تعزيز صحة الكبد، يغفل البعض عن أن الحفاظ عليه يبدأ من المائدة، لا من الأدوية.
الأطعمة المقلية: دهون مشبعة تُغرق الكبد
من أبرز الأطعمة التي تضر بصحة الكبد الأطعمة المقلية، كالسمبوسة ورقائق البطاطس. هذه الأطعمة لا تقتصر مضارها على زيادة الوزن فحسب، بل تحتوي على كميات ضخمة من الدهون المشبعة والسعرات الحرارية التي تعزز تراكم الدهون في الكبد، وتزيد من الالتهابات، ما يُمهّد للإصابة بمرض الكبد الدهني، ويضعف قدرته على أداء وظائفه.
المشروبات السكرية: الفركتوز يهاجم الكبد من الداخل
المشروبات الغازية والعصائر المعلبة ومشروبات الطاقة مليئة بالفركتوز الصناعي، وهو سكر يتحول في الكبد إلى دهون. الإفراط في تناول هذه المشروبات لا يؤدي فقط إلى السمنة، بل يُضعف أيضًا استجابة الجسم للأنسولين، ويؤدي إلى تراكم الدهون داخل خلايا الكبد، ما يُفضي إلى التهاب الكبد وتليفه بمرور الوقت.
الكحول: سُمّ بطيء يُدمر الكبد
الكحول من أبرز أعداء الكبد. حتى الكميات المعتدلة منه تُجبر الكبد على العمل بجهد مُضاعف للتخلص من سميته. الاستهلاك المزمن للكحول يؤدي إلى ما يُعرف بالكبد الدهني الكحولي، والتهاب الكبد الكحولي، وفي الحالات المتقدمة إلى التليف الكبدي الذي يصعب علاجه.
اللحوم المصنعة: مواد حافظة تدق ناقوس الخطر
النقانق، ولحم الخنزير المقدد، واللحوم الباردة ليست مجرد مصادر سريعة للبروتين، بل تحتوي أيضًا على كميات مرتفعة من الدهون المشبعة والمواد الحافظة الضارة. هذه المركبات تُسبب الإجهاد التأكسدي داخل خلايا الكبد، وتزيد من تخزين الدهون، مما يرفع خطر الإصابة بأمراض الكبد المزمنة.
الخبز الأبيض والكربوهيدرات المكررة: سكر الدم يشتعل
تناول الكربوهيدرات المكررة كالمعكرونة، والخبز الأبيض، والمخبوزات التجارية يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر بالدم، وهو ما يُسهم في تحفيز الكبد لتخزين المزيد من الدهون. ومع استمرار هذه العادة، يُصبح الجسم أقل حساسية للأنسولين، ما يُفاقم خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD).
المُحليات الصناعية: سُمية خفية تؤذي التوازن الداخلي
رغم خلوها من السعرات الحرارية، فإن المُحليات الصناعية ليست بالضرورة آمنة على الكبد. بعض الدراسات تربط استخدامها المستمر باضطرابات في توازن البكتيريا النافعة بالأمعاء، وهو ما قد ينعكس سلبًا على وظائف الكبد، ويُحدث تغيرات في نشاط الإنزيمات الحيوية، مُسببًا مشاكل أيضية معقدة.
الوجبات السريعة: خطر دائم على كبدك
الوجبات السريعة تُعد من أكثر الأطعمة ضررًا للكبد، لاحتوائها على الدهون المتحولة، والسكريات المُضافة، والملح بتركيزات عالية. الاستهلاك المتكرر لهذه الأطعمة يُرهق الكبد ويُعطّل قدرته على إزالة السموم، ويُراكم الدهون داخله، ما يؤدي إلى التهابات مزمنة وانخفاض في كفاءة الأداء الوظيفي للكبد.
نصيحة ختامية: الوقاية تبدأ من طبقك
إن الحفاظ على صحة الكبد لا يتطلب علاجات معقدة أو مكملات باهظة، بل يبدأ بخطوة بسيطة: الوعي بما نأكل. الابتعاد عن هذه الأطعمة الضارة، واتباع نظام غذائي غني بالخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والبروتينات الصحية، يمكن أن يُشكل خط الدفاع الأول ضد أمراض الكبد، ويُحافظ على حيويته لعقود قادمة.