بدعوة من المجلس الاقتصادي العراقي، وتحت رعاية دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وبحضور وزراء القطاعات المعنية بالاستثمار، تم عرض فرص استثمارية بقيمة 450 مليار دولار في مختلف القطاعات، توزعت على 268 فرصة استثمارية. وقد شهد المؤتمر مشاركة واسعة من الدول العربية والإقليمية والعالمية، حيث حضر ممثلو 33 دولة وأكثر من 270 شركة.

اللافت كان الترتيب المميز من رئاسة الوزراء لاستقبال الوفود منذ اللحظة الأولى لوصولنا إلى بغداد ،إبتداء من تسهيل معاملات المطار، مروراً بتأمين النقل إلى الفنادق، وصولاً إلى المساندة في التنقل داخل العاصمة طيلة فترة المؤتمر وحتى المغادرة. هذا التنظيم الراقي يعكس جدية الدولة واهتمامها بملف الاستثمار وحضورها القوي في تفاصيل الإعداد لهذه الفرص الواعدة.

لقد أصبحت بغداد خلال فترة قصيرة عنواناً بارزاً للاستقرار السياسي والاقتصادي، بفضل جهود رئيس الوزراء ونشاطه الملحوظ في بناء الجمهورية الجديدة. ومن يزور بغداد اليوم مقارنة بالأشهر الماضية، يلحظ بوضوح التطور الكبير في البنية التحتية لمعظم المناطق، إضافة إلى نهضة حقيقية في العمران، الزراعة، الصناعة، السياحة، والتجارة.

ونحن كأردنيين، يربطنا بالعراق العظيم انتماء ومحبة راسخة، فقد كان دوماً السند لنا، وكنا له العون والقوة. إن محبة الأردنيين للعراق تمتد منذ عقود طويلة، لحضارة الرافدين ولأهله الكرام.

'عين غطاء وعين فراش 'لغة الدفىء والكرم من شعب عظيم اصيل ، يحسن الضيافة والكرم يتنافسون بالعطاء والكرم فهو امتداد الرافدين .

المتنبي والرشيد شارع المثقفين حاضرةً للعلم والثقافة والفنون، كانوا وجهة الزوار تجد من يعزف العود والموسيقى العربية ومن يتلوا الشعر العربي القديم والحديث بألواه الانسانية احدهم عاشق مجنون والاخر مثقف مهوس بقافية جميلة يبوح بما في مشاهرهم ،وقهوة الشهبندر كانت المحطة الأولى لشرب الشاي العراقي بعبق التاريخ العربي.

زيارة العراق اليوم ليست مجرد حضور لمؤتمر استثماري، بل هي شهادة على ارض الواقع على عودة بغداد إلى مكانتها الطبيعية كجسر للتواصل بين الشرق والغرب،

ومركز للتجارةوالاقتصاد. وما لمسناه من حفاوة وكرم وضيافة يعكس جوهر الشخصية العراقية الأصيلة.

غادرنا بغداد ونحن نحمل في قلوبنا محبة واملا متجدد بمستقبل مشرق للعراق العظيم، والكل على استعداد لتعزيز التعاون الاقتصادي معه، املين دائماً الازدهار الحقيقي في كل المجالات.