محمد بن نافع (جدة)

لسنوات طويلة، كان العنوان الأبرز للعلاقة الاتحادية النصراوية' الأصفران ' مضرباً للمثالية والعلاقة الاستثنائية بينهما، إلا أنها لم تصمد واختارت لها الظروف منحنى آخر غير متوقع؛ حيث بدأت العلاقة تتوتر وتسوء شيئاً فشيئاً، بدايةً من فترة رئاسة الأمير فيصل بن تركي لنادي النصر في 2009، التي شهدت الكثير من الإثارة الإعلامية بين ناديي الاتحاد والنصر؛ حيث غلب على تلك العلاقة قبل موسم 2009-2010م طابع الهدوء والتقارب في عدة جوانب، خصوصاً في فترة رئاسة منصور البلوي لنادي الاتحاد، عندما كان يدعم نادي النصر في الكثير من الأحيان، في ظل الظروف الصعبة التي كان يمر بها النادي العاصمي حينها.

إياب موسم 2019

أثارت تصريحات الأمير فيصل بن تركي- الرئيس النصراوي- حفيظة بعض الاتحاديين من الجماهير وكذلك الإعلام ذي الميول الاتحادية، ليستمر بعدها الشد والجذب والمشاحنات بين الناديين بين فينة وأخرى حتى وصل ذلك الأمر إلى كل مواجهة تجمع القطبين خلال السنوات الماضية، وشهدت مواجهة الإياب في موسم 2018-2019 مستوى من الاحتقان بين الجماهير لكلا الناديين لم يسبق له مثيل قبل ذلك؛ عندما كان النصر ينافس على لقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين في أمتاره الأخيرة، قبل أن يذيقه الاتحاد مر الخسارة في مباراة الـ (3-2) الشهيرة التي كسبها الاتحاد بهدف فهد المولد- شفاه الله- في دقائقها الأخيرة في مباراة من أشهر مواجهات الفريقين في دوري المحترفين السعودي، بعد أن رأت فيها الجماهير النصراوية خدمة للغريم التقليدي الفريق الهلالي، الذي كان ينافس فريقها على لقب الدوري، في حين رأت الجماهير الاتحادية بأنها مباراة تشكل (3) نقاط مهمة لفريقها ؛بغض النظر عن أي حسابات أخرى.

تلك التوترات لم تنته عند ذلك الحد؛ بل تواصلت واستمرت عندما خرجت للوسط الإعلامي أحاديث عن مفاوضات نصراوية للاعب اتحادي بشكل مباشر في الثلث الأخير من العام 2020م قبل أن يصدر بيان مشترك من الناديين يؤكد تغليب مصلحة الناديين، ويعقب ذلك انتقال الثلاثي النصراوي ( حمد المنصور، وعبدالعزيز الجبرين، وعمر هوساوي ) للفريق الاتحادي.

صخب انتقال حمدالله

تلك المشاحنات بين الناديين على كافة الأصعدة الرسمية والجماهيرية والإعلامية لم تتوقف، وقد وصلت إلى أوجهها وصخبها في قضية انتقال المحترف المغربي عبدالرزاق حمدالله إلى صفوف الفريق الاتحادي، في صفقة لم يستوعبها الكثير من النصراويين، في حين رأت فيها الجماهير الاتحادية بأنها صفقة معلم قادها الخبير' حامد البلوي' لتنتهي بانتقال الساطي عبدالرزاق حمدالله للفريق الاتحادي، في قضية شغلت الرأي الرياضي السعودي والعربي بشكل غير مسبوق على الإطلاق، وباتت لأشهر طويلة حديث الشارع الرياضي؛ حيث انتهت بصحة انتقال عبدالرزاق حمدالله للفريق الاتحادي مع بعض القرارات الإدارية والإنضباطية تجاه بعض مسؤولي نادي الاتحاد؛ نظير عدم وجود موافقة خطية من الجانب النصراوي.

كلاسيكو مرتقب

تلك الأحداث في آخر 15 سنة بين العملاقين جعلت من مواجهتهما حدثاً منتظراً يسبقه وهج إعلامي وجماهيري كبير جداً، لا يسمع سواه، وقد تكون هي المواجهة الأبرز لسنوات طويلة والكلاسيكو الأكثر إثارة وصخبًا جماهيريًا وإعلاميًا في الكرة السعودية.

إذًا هي مواجهة تأتي في ظروف مختلفة، وهدوء نادر الحدوث في مواجهات الفريقين في السنوات القليلة الماضية؛ لكن تكتنفها معطيات مختلفة وآمال وطموحات متقاربة، يشعلها فتيل التراكمات الماضية، ويرفع سقفها الانفراد بمقعد الصدارة، والتربع عليه في تنافس قوي لا يقبل القسمة على اثنين، إذا ما أراد أحدهما أن يفض الاشتباك النقطي بالانتصار والانفراد بالصدارة.