في تحذيرٍ نادرٍ وواضحٍ من داخل دوائر القرار في صنعاء، وجّه السياسي البارز المقرب من الحوثيين أزال الجاوي رسالةً صريحةً إلى جماعة الحوثي، محذّراً من اعتماد السلطة على 'القوة المجردة' و'الإكراه المطلق' كنهجٍ وحيدٍ للحكم، معتبراً ذلك 'أخطر ما يمكن أن تقع فيه أي سلطة'، حتى لو كانت سلطته الخاصة.

وقال الجاوي، في تصريحاتٍ تحمل طابعاً تحليلياً نادراً من داخل المعسكر الحوثي، إن السلطة التي تعتمد على القمع دون حوار أو إصلاح تُعمي بصيرتها عن رؤية خصومها الحقيقيين، لأن هؤلاء يختبئون خلف 'أقنعة من الولاء الزائف، والمجاملة، والخضوع الظاهري'. وأضاف:

'عندما لا يُسمح إلا للصوت الواحد بالحديث، يتحول الجميع إلى ممثلين... والسلطة تبدأ في تصديق مسرحيتهم، حتى تتفاجأ بأن الجمهور كله كان يضحك عليها من الخلف.'

وأوضح أن هذا النمط من الحكم لا يبني شرعية، بل يُولّد غضباً شعبياً صامتاً يتراكم في كل زاوية من زوايا المجتمع، وفي كل مؤسسة حكومية أو اقتصادية أو اجتماعية. وحذّر من أن لحظة الانفجار حين تأتي، 'لن تكون بداية عدٍّ تنازليٍّ يمكن التنبؤ به، بل سقوطاً مفاجئاً، صادماً، ومدوياً' يطيح بكل ما بُني على القهر دون أساس من الثقة أو المشاركة.

ويأتي تحذير الجاوي في وقتٍ تشهد فيه مناطق سيطرة الحوثيين تصاعداً في مظاهر الاحتقان الشعبي، من احتجاجاتٍ اقتصاديةٍ خافتة إلى استياءٍ واسعٍ من الممارسات الأمنية والقيود الاجتماعية، ما يُثير تساؤلاتٍ حول استدامة نموذج الحكم الحالي في ظل غياب أي مسارٍ سياسيٍّ حقيقي أو إصلاحٍ مؤسسي.