في تطور جديد يعكس توتر العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي، كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، أن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض رسوم جمركية على شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى مثل 'ميتا' و'غوغل'، وذلك في حال فشل المساعي الدبلوماسية الجارية لحل النزاع التجاري مع الولايات المتحدة.

وأكدت فون دير لاين أن بروكسل لا تزال تعطي أولوية للمفاوضات، لكنها شددت في الوقت ذاته على أن جميع الخيارات مطروحة إذا لم تحقق المحادثات تقدماً مرضياً.

وأضافت: 'إذا لم تمضِ المفاوضات قدماً بطريقة ترضينا، فإن لدينا مجموعة واسعة من التدابير المضادة المتاحة'، مشيرة إلى إمكانية 'فرض ضرائب على عائدات الإعلانات الخاصة بالخدمات الرقمية'.

وتأتي هذه التصريحات بعد أن أعلن الاتحاد الأوروبي تعليق فرض رسوم جمركية انتقامية على الواردات الأمريكية لمدة 90 يوماً، استجابةً لخطوة مماثلة من جانب واشنطن أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والذي وصف موقف بروكسل بـ'الذكي جداً'.

وكانت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد وافقت قبل يومين على حزمة من الرسوم الانتقامية تتراوح بين 10% و25% على عدد من المنتجات الأميركية، كردّ مباشر على الرسوم الأميركية المفروضة على واردات الصلب والألمنيوم الأوروبية قبل نحو شهر.

وفيما لا تزال التحضيرات مستمرة لاتخاذ تدابير مضادة إضافية، أكدت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي حريص على إعطاء الفرصة الكاملة للمفاوضات، قائلة: 'نريد أن نعطي المفاوضات فرصة، لكننا سنفعل إجراءاتنا إذا لم تكن النتائج مرضية'.

ويعكس هذا التحرك الأوروبي تصاعد الضغوط على شركات التكنولوجيا الأميركية، ويمثل ورقة ضغط قوية في مواجهة استمرار السياسة التجارية الحمائية التي انتهجتها إدارة ترامب، رغم المبادرات الأخيرة للتهدئة.