البصمة البيومترية شرط

تستعد دول الاتحاد الأوروبي لاعتماد نظام رقمي جديد، يفرض على المسافرين من الدول غير الأعضاء تسجيل بصماتهم الرقمية، والتقاط صور لوجوههم عند دخولهم إلى دول الاتحاد.

ويعرف النظام الجديد بنظام 'إيتياس'، ويهدف إلى تعزيز الرقابة على الحدود، وهو متطور لإدارة الحدود من خلال تسجيل البيانات البيومترية للزوار غير الأوروبيين فور وصولهم.

وأوضح مفوض الشؤون الداخلية والهجرة في الاتحاد الأوروبي، ماغنوس برونر، أن هذا النظام الجديد سيجعل إدارة الحدود الأوروبية الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية، مشيرًا إلى أنه سيسهم في تعزيز كفاءة التفتيش على الحدود، ويساعد على الكشف عن الجرائم، والحد من الهجرة غير الشرعية.

ومن المتوقع أن يتم تطبيق النظام على المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي الذين يزورون منطقة شينغن لمدة لا تتجاوز 90 يومًا خلال فترة 180 يومًا.

وبالرغم من عدم تحديد موعد رسمي لتطبيق النظام حتى الآن إلا أن الاتحاد الأوروبي يستهدف إطلاقه بشكل تدريجي بدءًا من الخريف المقبل.

وسيتم تطبيق النظام الرقمي شهر أكتوبر 2025. وبالرغم من أن هذا النظام قد يساعد في إثبات الوضع القانوني للمسافرين، خاصة أن الأختام على جوازات السفر قد تكون غير واضحة أو غير دقيقة، إلا أن هناك مخاوف متزايدة بشأن تأثيره على حماية البيانات والخصوصية.

ومن بين القضايا المثيرة للجدل أن النظام سيفرض تسجيل الصور البيومترية لجميع المسافرين، بمن فيهم الأطفال الرضع، بينما ستسجل بصمات الأصابع فقط لمن هم فوق سن 12 عامًا.

كما أظهرت دراسات أن الأنظمة البيومترية لا تعمل بالكفاءة نفسها مع أصحاب البشرة الداكنة؛ ما قد يؤدي إلى وقوع أخطاء في تحديد الهوية، أو تأخير في عملية العبور عبر الحدود.

وأظهرت شركات السياحة تخوُّفًا من احتمال حدوث تأخيرات وفوضى عند المعابر الحدودية، إلا أن بعض الخبراء باتوا أكثر تفاؤلاً مؤخرًا.

وقال توم جينكينز، الرئيس التنفيذي لجمعية السياحة الأوروبية، إن العملية قد تكون بطيئة في البداية بسبب تسجيل البيانات البيومترية لجميع المسافرين، لكنها قد تصبح أكثر سلاسة مع مرور الوقت.

بالرغم من ذلك، لا يزال الغموض يحيط بموعد التطبيق الفعلي، خاصة بعد تأجيل النظام مرات عدة بسبب مشكلات تقنية، ونقص الاستعداد في بعض الدول الأوروبية.

ولن تقتصر الإجراءات الجديدة على تسجيل البيانات البيومترية فقط، بل سيتم قريبًا إلزام مواطني 59 دولة، الذين لا يحتاجون إلى تأشيرة دخول، بالحصول على تصريح مسبق للسفر إلى 30 دولة أوروبية، وفقًا لنظام ETIAS، الذي لم يُحدَّد موعد تطبيقه بعد.