موسكو- أعلن الجيش الروسي الإثنين 7 يوليو 2025، السيطرة على أول بلدة صغيرة في منقطة دنيبروبيتروفسك الواقعة في وسط شرق أوكرانيا منذ بدء هجومه في شباط/فبراير 2022، في ظل تعثر المحادثات بين موسكو وكييف.

ويمثل هذا الاستيلاء، في حال أكدته كييف، انتكاسة رمزية أخرى للقوات الأوكرانية.

كما أطلقت روسيا خلال الليل نحو مئة مسيّرة وصواريخ على اوكرانيا، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات.

- 'منطقة عازلة' جديدة؟ -

وقال الجيش الروسي في بيان 'تمّ تحرير بلدة داتشنوي في منطقة دنيبروبيتروفسك'، بعد أن أعلن في مطلع حزيران/يونيو شن 'هجوم' غير مسبوق في هذه المنطقة الأوكرانية.

وفقا للخبير العسكري الأوكراني أوليكسي كوبيتكو قد تسعى روسيا إلى إنشاء 'منطقة عازلة' للحد من الضربات الأوكرانية على خطوط الجبهة وفي عمق أراضيها.

وصرّح المستشار السابق لوزارة الدفاع الأوكرانية لوكالة فرانس برس بأن الروس 'لم ولن يمتلكوا الموارد اللازمة لتحقيق تقدم سريع'.

ونشر الجيش مقطع فيديو قال إنه يُظهر جنوده في هذه القرية، الواقعة على مسافة 70 كيلومترا تقريبا غرب مدينة دونيتسك الكبيرة الخاضعة للسيطرة الروسية.

ولم تُعلق أوكرانيا فورا على هذا الإعلان الروسي، لكن هيئة الأركان العامة الأوكرانية أكدت في وقت مبكر الإثنين أنّ قواتها 'صدّت' هجمات روسية الأحد 'في محيط' البلدة.

والأحد، أفادت وحدة أوكرانية تقاتل في المنطقة بأنّها ما زالت 'تسيطر' على داتشنوي ونفت 'المعلومات الكاذبة' بشأن تقدم قوات موسكو في المنطقة، ونشرت مقطع فيديو يُظهر، بحسب قولها، العلم الأوكراني يرفرف فوق مبنى في داتشنوي.

وأكدت الوحدة 'نحن هنا، ومستعدون للقتال حتى النهاية! لن نتنازل عن شبر واحد من أراضينا دون قتال'.

ويمثل أي تقدم روسي حقيقي في منطقة دنبروبيتروفسك قيمة استراتيجية ميدانية، في خضم تعثر المحادثات الدبلوماسية الرامية إلى حل النزاع بين الجانبين.

ويتمسك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمطالبه لاسيما تنازل كييف عن المناطق الأوكرانية التي ضمتها روسيا، وتخلي أوكرانيا عن رغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهي شروط غير مقبولة وتعتبرها أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون مغالى فيها.

من جانبها، تريد أوكرانيا انسحابا كاملا للقوات الروسية من أراضيها التي تصل إلى نحو 20% من مساحتها الاجمالية قبل بدء الهجوم الروسي الواسع النطاق في شباط/فبراير 2022.

وتتعرض منطقة دنبروبيتروفسك، التي كان يعيش فيها حوالى ثلاثة ملايين نسمة، لضربات روسية متواصلة.

- قصف مراكز تجنيد -

يأتي إعلان روسيا السيطرة على داتشنوي في حين يواصل جيشها قصف المدن والقرى الأوكرانية.

ليل الأحد إلى الاثنين، أطلقت روسيا أربعة صواريخ و101 مسيّرة، اعترضت أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية 75 منها، مما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن أربعة قتلى وإصابة العشرات، بحسب السلطات الأوكرانية.

في خاركيف (شمال شرق اوكرانيا)، شاهد مراسل وكالة فرانس برس إجلاء مدنيين من مبنى بعد تضرره بالقصف الروسي.

اضطر البعض إلى الاحتماء في ملاجئ قريبة مصطحبين معهم بعض الأمتعة وحيواناتهم الأليفة.

وقالت الشرطة ان شخصا قتل واصيب 41 بجروح.

وكذلك أفاد الجيش الأوكراني بأنّ القوات الروسية قصفت الإثنين مركزين للتجنيد العسكري، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص على الأقل بجروح.

وأكد الجيش الروسي 'ضرب' هذه المواقع، بالإضافة إلى أهداف أخرى للمجمع الصناعي العسكري الأوكراني.

وردا على ذلك، قصفت أوكرانيا الاثنين مصفاة نفط في منطقة كراسنودار بجنوب غرب روسيا، 'متورطة بشكل مباشر في حرب العدوان' التي شنتها روسيا، بحسب الاستخبارات العسكرية الأوكرانية.

وامام تصاعد الهجمات الروسية، جدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تأكيده أنّ تزويد بلاده بأنظمة دفاع جوي يظل 'الأولوية القصوى' لدى قواته.

لكن الولايات المتحدة التي كانت حتى وقت قريب الداعم العسكري الرئيسي لأوكرانيا، أعلنت الأسبوع الماضي وقف توريد أسلحة معينة، بينها صواريخ أنظمة باتريوت الدفاعية، التي تساعد على تقليص نطاق القصف الروسي.