اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تشهد بعض المساجد أيام الجمعة حالات ازدحام ملحوظة تدفع عددًا من المصلين إلى أداء الصلاة في الطرقات والأرصفة المحيطة بها، وهو ما يثير تساؤلات متكررة حول مدى صحة صلاة الجمعة في هذه الحالة، وهل تصح إذا أُديت خارج المسجد، وما الحكم إذا وقف المصلي أمام الإمام دون قصد نتيجة ضيق المكان؟ وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي في هذا الشأن.
وبينت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي أن صحة صلاة الجمعة لا تتوقف على أدائها داخل المسجد فقط، بل تصح في الأماكن المفتوحة أو داخل المنازل متى تحققت شروطها وأركانها الشرعية، وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، وبناءً عليه تكون صلاة الجمعة في الشارع صحيحة شرعًا ما دامت مستوفية للشروط اللازمة، من وجود خطبة وإمام واتصال الصفوف قدر المستطاع.
وفيما يتعلق بتقدم بعض المصلين على الإمام أثناء الصلاة بسبب شدة الزحام وضيق المساحة، أوضحت أن من ضوابط صحة صلاة الجماعة عند جمهور العلماء ألا يتقدم المأموم على الإمام، ويُعتبر التقدم أن يسبق مؤخر قدم المأموم مؤخر قدم الإمام حال القيام، أو حال القعود عند تعذر الوقوف.
وأضافت أن محاذاة المأموم للإمام لا تبطل الصلاة، بل تصح عند عدد كبير من العلماء دون كراهة، بينما يرى الشافعية كراهة هذه المحاذاة، في حين يجيز المالكية تقدم المأموم على الإمام مع الكراهة إذا كان ذلك لغير ضرورة.
وأكدت أن الأصل هو صحة صلاة الجمعة في الشارع متى استكملت شروطها، كما أن تقدم المصلين على الإمام قد يبطل الصلاة عند بعض الفقهاء، إلا أن الأخذ يكون بالرأي الراجح وفق ظروف الواقع، خاصة في حالات الزحام والضرورة التي تفرضها كثافة المصلين وضيق الأماكن.
شرطان للصلاة خارج المسجد
أوضح الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، 'يجوز أداء صلاة الجمعة خارج المسجد إذا امتلأ المسجد ولم يعد يتسع للمصلين، بشرطين أساسيين: اتصال الصفوف، والعلم بحركات الإمام'.
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء 'يعني حتى لو الصفوف امتدت لعدة أمتار أو كيلومترات، طالما الصفوف متصلة، والمصلي يعرف متى يركع ومتى يسجد – سواء عن طريق الميكروفون، أو برؤية من أمامه، أو من خلال من يُبلّغ كحال المؤذنين في الحرمين الشريفين – فحينها يُعد المصلّي منضمًا للجماعة وصلاة الجمعة صحيحة بإذن الله'.
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن هذا الحكم لا يقتصر على صلاة الجمعة فقط، بل يشمل أيضًا الصلوات الجماعية الأخرى مثل الظهر والعصر وغيرها، طالما توفرت الشروط نفسها.


































