مع اشتداد أجواء الشتاء وما يصاحبها من بعض المناطق من أمطار وثلوج وطرقات موحلة، تبرز مشكلة تراكم الاتساخات على الزجاج الأمامي للسيارات باعتبارها أحد أكثر العوامل التي تهدد وضوح الرؤية أثناء القيادة. هذه الطبقة، التي تنتج غالبًا عن تطاير الماء والطين من المركبات الأخرى، تفرض تحديًا مباشرًا على السائق، ما يجعل استخدام وسائل التنظيف المناسبة ضرورة لا يمكن تجاهلها مع بداية الموسم.

وفي هذا السياق، تشير مجلة 'أوتو تسايتونغ' الألمانية إلى أهمية الاعتماد على سوائل تنظيف الزجاج المزودة بمواد مانعة للتجمد داخل نظام غسيل الزجاج الأمامي في السيارة. فهذه السوائل صُممت لتعمل بكفاءة إلى جانب الممسحات في إزالة الأوساخ المتراكمة بسرعة، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على مستوى الرؤية الآمنة خلال القيادة في الظروف الباردة. كما تشدد المجلة على ضرورة فحص الممسحات بشكل دوري واستبدالها عند ظهور علامات التلف أو ضعف الأداء، نظرًا لأن تراجع كفاءتها يؤدي غالبًا إلى بقاء طبقات من الماء أو الاتساخ تحدّ من قدرة السائق على الرؤية.

وتوضح المجلة أن اختيار سوائل عالية الجودة يساهم كذلك في الحد من تكوّن الضباب أو التصاق طبقات الجليد بالزجاج بعد تنظيفه، مما يمنح السائق قيادة أكثر استقرارًا في الأيام التي تشهد درجات حرارة منخفضة للغاية.

فوائد سائل تنظيف الزجاج المزوّد بمواد مضادة للتجمد

وتشير البيانات الفنية إلى أن هذا النوع من السوائل يقدم مجموعة من الخصائص المهمة، أبرزها:

إزالة فعّالة للتلطخات والأوساخ.

حماية نظام غسيل الزجاج من التجمد.

الحفاظ على عمل الفوهات والسائل داخل النظام في الأجواء الباردة.

الحد من إعادة تشكل الجليد على سطح الزجاج بعد المسح.

أسباب تفضيل المنظفات المركزة

وتوضح 'أوتو تسايتونغ' أن المنظفات المركّزة تمنح السائق مرونة أكبر عند الاستخدام مقارنة بالمحاليل الجاهزة. فالمحاليل المخففة مسبقًا تكون مناسبة للاستخدام السريع، لكنها لا توفر إمكانية تعديل التركيز حسب الحاجة. أما المنظفات المركزة فتتيح خلطها بنسب مختلفة لتتناسب مع نوع الاتساخ وظروف الاستخدام، وهو ما يجعلها خيارًا اقتصاديًا وأكثر قدرة على تلبية متطلبات التنظيف المختلفة.

كيفية خلط المنظّف المركّز

وتختلف نسب الخلط وفق مجموعة من العوامل، من بينها درجة الحرارة ونوعية الاتساخ والسطح المراد تنظيفه. ولتفادي أي تأثير سلبي على فعالية السائل أو على الأسطح الحساسة، يوصى دائمًا بالالتزام بالتعليمات المصاحبة للمنتج، واتباع نسب التخفيف الموضحة بدقة من قبل الشركة المصنعة.

تحذيرات بشأن خلط سوائل الصيف والشتاء

ويحذر خبراء ألمان من خلط السوائل المخصصة لفصل الصيف بتلك المخصصة لفصل الشتاء داخل خزان منظومة غسل الزجاج. فكل نوع صُمم بتركيبة كيميائية مختلفة تبعًا لاحتياجات الموسم، حيث تفتقر سوائل الصيف إلى المواد المضادة للتجمد رغم فعاليتها في التعامل مع الغبار والحشرات. وبالمقابل، تعتمد سوائل الشتاء على مكوّنات تمنع تجمد السائل في درجات الحرارة المنخفضة، ما يجعل خلط النوعين سببًا في تقليل كفاءة السائل الشتوي وقدرته على مقاومة التجمد، وبالتالي التأثير على وضوح الرؤية عند القيادة في الأجواء الباردة.

كيف يجب التعامل مع السائل الصيفي المتبقي؟

وفي حال وجود كميات من السائل الصيفي داخل الخزان مع بداية الشتاء، يُفضل تفريغه بالكامل لضمان أفضل أداء للسائل الشتوي. أما إذا تعذر ذلك، فيمكن تعزيز مقاومة الخليط للتجمد بإضافة السائل الشتوي بنسب تضمن الوصول إلى التركيز المناسب، مع الالتزام الصارم بالتعليمات الموجودة على المنتج.

خطوات أساسية لضمان رؤية واضحة في الشتاء

وينصح الخبراء بمجموعة من الإجراءات، أبرزها:

استخدام سائل تنظيف عالي الجودة مزود بمادة مضادة للتجمد.

التقيد بتعليمات المصنع عند خلط المنظفات المركزة.

تنظيف خزان الممسحات بانتظام وإزالة الرواسب.

تجنب السوائل الرديئة التي قد تتسبب في انسداد النظام.

اختبار الممسحات ونظام غسيل الزجاج دوريًا للتأكد من كفاءة المسح وسلامة الأداء.

وتشير الأبحاث المنشورة في مجلة علوم المواد التطبيقية – Applied Materials Science إلى أن السوائل المانعة للتجمد تعتمد غالبًا على مركبات مثل الإيثانول أو الإيثيلين غليكول، وهي مواد تتسم بانخفاض نقطة التجمد، ما يسمح لها بالعمل بكفاءة في درجات حرارة تصل إلى أقل من 20 درجة مئوية تحت الصفر.

كما تبيّن دراسات معهد Fraunhofer الألماني أن نوعية السائل المستخدم تؤثر مباشرة على استجابة الممسحات وسرعة إزالة الماء، وهو عامل يرتبط بسلامة السائق خاصة في الظروف التي تتشكل فيها طبقة رقيقة من الجليد على الزجاج خلال الثواني الأولى من التشغيل.

وتوضح الهيئة الأوروبية لسلامة النقل (ETSC) أن ما يقارب 14% من حوادث الشتاء ترتبط بتدني مستوى الرؤية الناتج عن سوء صيانة الزجاج الأمامي أو استخدام سوائل تنظيف غير مناسبة.