اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٢ تموز ٢٠٢٥
الحياة الزوجية ليست مجرد علاقة عاطفية فقط، بل هي نظام متكامل يحتاج إلى قيادة حكيمة وإيجابية لضمان استقراره، ونجاحه، والقيادة الإيجابية للزوج في أسرته تتجلى في عدة جوانب، أهمها: توفير الأمان والاستقرار، بناء علاقات صحية، تعزيز التواصل الفعَّال، والمشاركة في تربية الأبناء، بالإضافة إلى توجيه الأسرة نحو تحقيق الأهداف المشتركة؛ فكيف يصبح الزوج قائداً إيجابياً في أسرته؟ تابع السياق التالي لتعرف، بحسب سيدتي.
ما أهمية الإيجابية للزوج بوصفه قائداً للأسرة؟
تقول خبيرة العلاقات الأسرية منيرة صلاح الدين لـ'سيدتي': يسعى الزوج القائد الإيجابي نحو التميز دائماً، ويبحث دائماً عن طرق لجعل المستقبل أفضل، ولا شك أن الرجل القائد مسؤول عن قرارات الأسرة واستقرارها؛ فهو الذي يوجه الأسرة ويحميها، ويسعى لتحقيق مصلحة أفرادها، وهذا لا يعني استبعاد دور المرأة، بل هذا يتطلب تضافر جهود الزوجين لتحقيق التوازن والانسجام داخل الأسرة، والأب بصفته قائداً يقود بتفاؤل وإيجابيه وإيمان؛ فالإيجابية هي الوقود الذي يحتاجه لمواصله الطريق والمضي قدماً نحو تحقيق الهدف. وليصبح الزوج قائداً إيجابياً في أسرته؛ يجب عليه أن يتبنى مجموعة من الصفات والسلوكيات التي تعزز دوره بوصفه رب أسرة مسؤولاً ومحباً، ومن أهم هذه الصفات: تحمل المسؤولية، التواصل الفعَّال، الدعم والتشجيع، العدل والمساواة، والقدوة الحسنة.
كيف يكون الزوج قائداً إيجابياً لمواصله الطريق؟
توفير الأمان والاستقرار
الأب يمثل الحصن والسند الذي يعتمد عليه أفراد الأسرة، ويوفر لهم الدعم النفسي والعاطفي، ويسعى جاهداً لتهيئة بيئة أسرية آمنة ومستقرة، سواء كان ذلك على المستوى المادي أو العاطفي أو الاجتماعي، ويشمل ذلك توفير الاحتياجات الأساسية (السكن، المأكل، الملبس)، والأهم في كل هذا توفير الأمان النفسي من خلال الاستقرار العاطفي والاجتماعي.
بناء علاقات صحية
يقوم الزوج القائد ببناء علاقة قوية مع زوجته قائمة على الاحترام المتبادل والثقة والتقدير؛ ما يساعد في حل النزاعات بشكل بناء، وذلك من خلال مجموعة من السلوكيات والممارسات التي تعزز الثقة، والاحترام، وهذه العلاقات الصحية تنعكس إيجاباً على الأسرة كلها، وتساهم في تحقيق السعادة والاستقرار النفسي لجميع أفرادها، حيث يقدم الزوج الدعم العاطفي لزوجته في الأوقات الصعبة، ويكون سنداً لها في مواجهة التحديات.
التواصل الفعَّال
الأب القدوة يتواصل بوضوح وصدق مع شريكته وأبنائه، ويستمع إليهم بإنصات وتقدير، ويحترم آراءهم ومشاعرهم جميعاً حتى لو اختلفت عن آرائه، ويحرص على عدم التقليل من شأنهم أو الاستهانة بهم، والتعبير عن المشاعر والأفكار بوضوح، وحل الخلافات بطرق بناءة.
المشاركة في تربية الأبناء
مشاركة الأب في التربية بأسلوب تربوي حكيم يعتمد على الحوار والتفاهم، وليس الشدة والعنف؛ تبني علاقة قوية ومتينة مع الأبناء، أساسها الثقة والاحترام المتبادل، ويشمل ذلك المشاركة في رعاية الأبناء، وتوجيههم، وتقديم الدعم العاطفي لهم، وتعليمهم القيم والأخلاق الحميدة، والاستماع إليهم والتحدث معهم بانتظام، ومشاركتهم في اهتماماتهم؛ فمشاركة الأب في التربية تعزز شعور الأبناء بالأمان والثقة بالنفس، وتساعدهم على بناء علاقات صحية.
توجيه الأسرة نحو الأهداف المشتركة
هو الذي يوجه أسرته نحو الأهداف المشتركة سواء كانت أهدافاً شخصية أو أهدافاً تتعلق بالأسرة عامةً، ووضع خطط لتحقيقها، وذلك من خلال كونه نموذجاً يُحتذى به في سلوكه وأخلاقه وقيمه، ويعمل على بناء أسرة متماسكة ومتحابة، ويسعى لتحقيق السعادة والاستقرار لجميع أفرادها ووضع خطط لتحقيقها، إلى جانب تشجيع الجميع، وتقديم الدعم المستمر لأفراد الأسرة لتحقيق أهدافهم.
قدوة حسنة
الزوج القائد الإيجابي هو قدوة حسنة لأسرته في سلوكه الإيجابي وأخلاقه الحميدة وتعاملاته؛ ما يؤثر بشكل إيجابي في أفراد الأسرة ويدفعهم إلى الامتثال به والسير على نهجه، وهو دائماً عندما يواجه أي مشكلة، فإنه لا يستسلم، بل يبحث عن حلول مبتكرة ويتكيف مع الوضع الجديد، ويمكنه تعليم أسرته قيماً إيجابية مثل الصدق، والأمانة، والاجتهاد، والاحترام، والتعاون وتوجيه أبنائه نحو تحقيق الأهداف، واتخاذ القرارات الصائبة، والتحلي بالمسؤولية.
المرونة والقدرة على التكيف
من خلال توفير بيئة داعمة وتشجيعية، وتعزيز مهارات التكيف وحل المشكلات، حيث يمتلك الزوج القدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة، ومواجهة التحديات، وإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي قد تواجه الأسرة.
الاستشارة والمشاركة
الزوج القائد الإيجابي يستشير أفراد أسرته في الأمور المهمة، ويشركهم في عملية اتخاذ القرارات، سواء كان ذلك في الأمور الحياتية اليومية أو في المشاكل التي تواجهها الأسرة، وهذا يشمل الاستماع الفعَّال، وتقديم الدعم العاطفي، والمشاركة في حل المشكلات، والعمل معاً على تحقيق الأهداف المشتركة؛ فالاستشارة والمشاركة تعزز التواصل بين الزوجين، ما يساعدهما على فهم بعضهما بعضاً بشكل أفضل والتعبير عن احتياجاتهما ومخاوفهما؛ ما يعزز شعورهما بالمسؤولية والمشاركة.
العدل والمساواة
حيث يتعامل مع زوجته بإنصاف، ويحترم حقوقها، ويشاركها في المسؤوليات، والأعباء المنزلية وتربية الأطفال والمسؤوليات الأخرى التي تخص الأسرة ويعاملها بلطف وتقدير، والعدل والمساواة هنا لا يعنيان أن يعامل الزوج زوجته بالطريقة نفسها في كل شيء، بل يعني أن يعطي كل منهما ما يحتاجه ويستحقه، مع الأخذ في الاعتبار الفروق الفردية والاحتياجات الخاصة بكل منهما، كما يتعامل مع جميع أفراد الأسرة بالعدل والمساواة، من دون تفضيل أو تمييز.
التشجيع والتحفيز
هذا التحفيز والتشجيع يلعب دوراً حيوياً في بناء علاقة زوجية قوية وسعيدة؛ فعندما يشعر الشريك بالتشجيع والتقدير، والتحفيز، فإنه يكون أكثر استعداداً لمواجهة التحديات وتحقيق أهدافه؛ ما يعود بالنفع على العلاقة بأكملها، فالأب القائد الإيجابي يشجع جميع أفراد الأسرة على تطوير قدراتهم ومواهبهم، ويقدم لهم الدعم والتشجيع لتحقيق أهدافهم.