اخبار تونس
موقع كل يوم -جريدة الشروق التونسية
نشر بتاريخ: ١٦ تموز ٢٠٢٥
بينما كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد وعد قبل عودته إلى البيت الأبيض بـ 'إنهاء الحروب الأبدية'، فقد كشف تقرير لصحيفة 'التليغراف' البريطانية أنه بعد خمسة أشهر فقط من ولايته، 'عادل' سجلّ سلفه جو بايدن في القصف الجوي طوال فترة رئاسته.
وإذ يتبقى لترامب ثلاثة أعوام ونصف في ولايته الثانية، فإنه مرشح للتفوق على سلفه، رغم تعهده بعدم الانخراط في صراعات خارجية، بالنظر إلى تصعيده 'بشكل حاد الحملات الجوية للبلاد'، وفق بيانات موقع 'أكليد' المعني بمواقع وأحداث النزاعات المسلحة.
وكانت هجمات ترامب على الحوثيين في اليمن والجماعات المسلحة في الصومال، أكثر شراسة من تلك التي نفّذها بايدن، كما أمر بشن غارات على العراق وسوريا، ومؤخراً على إيران.
وأشرف ترامب على 529 غارة جوية منذ تنصيبه، مقارنة بـ 555 غارة على مدار السنوات الأربع للإدارة السابقة.
وكانت سوريا والعراق واليمن والصومال مستهدفة بالفعل من قبل الإدارة السابقة، لكن ترامب فتح جبهة جديدة بضربات على البرنامج النووي الإيراني.
وقال البروفيسور كليوناد رالي، الرئيس التنفيذي لـ'أكليد'، مسلطاً الضوء على كثافة حملات القصف: 'الجيش الأمريكي يتحرك بسرعة أكبر، ويضرب بقوة أكبر، ويفعل ذلك بقيود أقل'.
ويُصرّ ترامب على أن نهجه المكثف يضمن 'السلام من خلال القوة'، وهو تعبير يُنسب غالباً إلى رونالد ريغان.
وقال ترامب في خطاب ألقاه خلال حفل تنصيبه: 'سنقيس نجاحنا ليس فقط بالمعارك التي ننتصر فيها، بل أيضاً بالحروب التي ننهيها، وربما الأهم من ذلك، بالحروب التي لا نخوضها أبداً. هذا ما يُسمى السلام من خلال القوة'.
ولم يشنّ ترامب غارات جوية على ليبيا أو أفغانستان، وغالباً ما تُعتبر الغارات الجوية بديلاً أكثر فعالية من نشر القوات الأمريكية على الأرض كما فعل الرئيس الأسبق، باراك أوباما.
ويأتي نشر البيانات الجديدة وسط توترات داخل قاعدة ترامب 'لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى'، حول ما إذا كان ينبغي له أن يسعى إلى التدخلات العسكرية الأجنبية على الإطلاق.
واشتكت شخصيات بارزة من حركة 'أمريكا أولاً'، بمن فيهم تاكر كارلسون، الشهر الماضي من أن ضرب إيران يتعارض مع وعود ترامب الانعزالية.
كما قالت مارغوري تايلور غرين، وهي من أبرز مؤيدي حركة 'أمريكا أولاً' وناقدة للتدخل، إن هناك 'انقساماً كبيراً' في قاعدة ترامب حول هذه القضية، وإنها 'سئمت' من التعقيدات الخارجية.