اخبار تونس
موقع كل يوم -جريدة الشروق التونسية
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تؤوي المدن اليوم 45 بالمائة من سكّان العالم البالغ عددهم 8.2 مليار نسمة، وفق بيانات تقرير جديد للامم المتحدة حول 'آفاق التحضر العالمي 2025'، الذي توقع أن تشهد المناطق الحضرية مزيدا من النمو مستقبلا، باعتبار أنّ ثلثي النمو السكاني العالمي، بحلول عام 2050، سيحدث في المدن، فيما سيكون معظم الثلث المتبقي في البلدات.
وأكد التّقرير الاممي، الذي صدر، مؤخرا، أن النسبة العالمية لسكان المدن تضاعفت من 20 بالمائة منذ عام 1950، مشيرا إلى أن عدد المدن الكبرى، وهي المناطق الحضرية التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة أو أكثر، قد تضاعف أربع مرات من ثماني مدن في عام 1975 إلى 33 مدينة في عام 2025.
وحدّد التقرير العاصمة الإندونيسية جاكرتا بصفتها المدينة الأكثر اكتظاظا في العالم الآن، إذ سيبلغ عدد سكانها ما يقرب من 42 مليون نسمة، بينما تعد العاصمة المصرية القاهرة، المدينة الوحيدة من بين المدن العشر الأوائل من حيث عدد السكان خارج القارة الآسيوية.
في المقابل بين التقرير أنّ المدن الصغيرة ومتوسطة الحجم، تعتبر موطنا لعدد أكبر من الناس من المدن الكبرى وتنمو بوتيرة أسرع، لا سيما في أفريقيا وآسيا. وأظهر أن العدد الإجمالي للمدن في جميع أنحاء العالم قد تضاعف بأكثر من الضعف بين عامي 1975 و2025، ليصل إلى 12 ألف مدينة.
وتشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2050، يمكن أن يتجاوز عدد المدن حول العالم 15 ألف مدينة، ومعظمها يقل عدد سكانها عن 250 ألف نسمة.
نصف الزيادة المتوقعة في سكان المدن ستتركز في سبع دول فقط
وأفاد التقرير ذاته أنّ أكثر من نصف الزيادة المتوقعة في سكان المدن العالمية والبالغة 986 مليون نسمة بحلول عام 2050، ستتركز في سبع دول فقط، بما في ذلك الهند ونيجيريا وباكستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر وبنغلاديش وإثيوبيا.
من جهة اخرى سلط التقرير الضوء على أنماط النمو المتباينة للمدن، ملاحظا انه في الوقت الذي تنمو فيه معظم المدن، شهدت أكثر من ثلاثة آلاف منها انخفاضا في عدد السكان بين عامي 2015 و2025، وكان عدد سكان معظمها أقل من 250 ألف نسمة بالفعل.
وذكرت الوثيقة في هذا السياق، أن هذا المعطى، يؤكد الحاجة إلى سياسات متباينة، تخدم مزيدا من الناس في المدن المتوسعة وتكييف الاقتصاد في تلك التي تتقلص.
أهمية البلدات وتراجع المناطق الريفية
نقل التقرير الاممي أنّ البلدات هي موطن لأكثر من ثلث البشرية، وهي لا تزال أكثر أنواع المستوطنات شيوعا في 71 بلدا، ما يؤكد اهميتها البالغة للتنمية المستدامة.
ولفت في سياق متصل الى أنّ البلدات غالبا ما تكون بمثابة روابط مهمة بين المناطق الريفية والمدن، مضيفا أن التخطيط الاستباقي لها يمكن أن يعزز التنمية الإقليمية المتوازنة ويقلل الضغط على المدن الكبيرة.
واظهر في الوقت نفسه،ان المناطق الريفية لا تزال أكثر أنواع المستوطنات شيوعا في 62 بلدا اليوم، بعد أن كانت كذلك في 116 في عام 1975. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن ينخفض هذا العدد أكثر إلى 44 بلدا.
ويتجلى في هذا الاطار، واستنادا الى التقرير، أنّ أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، هي المنطقة الوحيدة التي استمر فيها سكان الريف في النمو بشكل كبير، ومن المتوقع أن تشهد المنطقة جميع النمو السكاني الريفي المستقبلي تقريبا.
تجدر الإشارة إلى أن تقرير 'آفاق التحضر العالمي 2025: ملخص النتائج' صادر عن إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، ويوفر قاعدة أساسية من الأدلة لصانعي السياسات والمخططين والباحثين الذين يعملون على صياغة مستقبل حضري مستدام وشامل وقادر على الصمود.

























