اخبار تونس
موقع كل يوم -جريدة الشروق التونسية
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تتشابك إبداعات الفن التشكيلي التونسي مع التراث الفلسطيني في معرض «غزة في عيون تونس» الذي تحتضنه مدينة الثقافة الشاذلي القليبي نهاية ديسمبر القادم بمشاركة أكثر من 400 فنان تونسي إعلانا عن إطلاق طور آخر من التضامن الإنساني مع الحق الفلسطيني من خلال تظاهرات ثقافية مماثلة في سائر أنحاء العالم.
وفي هذا الإطار جاد وجدان الناشط الفلسطيني «كمال الحسيني» بهذه التوطئة لمبارة «غزة في عيون تونس» التي جاء فيها مايلي :
تتحوّل اللوحة إلى العالمية عندما تصبح أكبر من حدود المكان، وتصبح قادرة على حمل وجدان الإنسان أينما كان. وفي مبادرة غزة في عيون تونس، ترسم تونس غزة بروح إنسانية تجعل اللوحة:
1 توثيقاً فنياً لمعاناة الناس في غزة
• اللوحة تصبح شهادة بصرية تحفظ الذاكرة الإنسانية وتوثّق ما عاشه المدنيون بعيداً عن التشويه أو النسيان.
2 جسراً بين الفنان التونسي والفنانين في العالم
• عندما تقدّم تونس تجربتها الفنية بصدق وعمق، فإنها تفتح الباب أمام فنانين عرب وعالميين ليشاركوها التوثيق والرسم والكتابة البصرية عن المأساة.
3. منصّة فنية دولية
• تحويل هذه الأعمال إلى معارض متنقّلة، أو مشاركات في بينالات دولية، أو نشرها رقمياً، يجعل صوت الفن التونسي جزءاً من الذاكرة العالمية.
4. فن يحمل رسالة إنسانية قبل أن يكون موقفاً سياسياً
• قوة اللوحة تأتي من قدرتها على لمس القلوب ورفع الوعي حول معاناة المدنيين، وتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الإنسان.
5. مقاومة النسيان
• الفن لا يحاكم الدول، بل يحفظ الأثر الإنساني. وهذا يجعله أكثر تأثيراً واستمرارية، لأنه يقدم الحقيقة بروح إنسانية لا يمكن محوها.
بهذه الطريقة، لا تكون اللوحة مجرد عمل فني، بل تتحوّل إلى ذاكرة عالمية وشهادة إنسانية على ما حدث في غزة، تصنعها تونس وتدعو إليها كل الفنانين، ليبقى الفن شاهداً على الألم، وعلى الكرامة، وعلى الإنسان أولاً وأخيراً
مبادرة «غزّة في عيون تونس»
في ظلّ ما تعيشه غزّة من محن وأحداث مؤلمة، ينهض الفنان التونسي ليضع بصمته الإبداعية في فضاء يمزج بين الإنسانية والفن. تأتي مبادرة “غزّة في عيون تونس” لتُجسّد هذا الالتزام، حيث يجتمع المبدعون من مختلف الجهات والاختصاصات ليعبّروا عن موقف ثقافي واضح، قوامه التضامن، والوعي، والإيمان العميق بدور الفن في مقاومة الألم.
لقد قدّم الفنانون التونسيون نموذجًا فريدًا لشغفهم، فحوّلوا اللوحات، والكتابات، والمنحوتات، والصور، إلى رسائل نابضة بالحياة؛ رسائل تروي حكاية شعب، وتكشف في الوقت ذاته عن الحالة الثقافية الثرية في تونس، وعن الروح التي تدفع الفنان التونسي إلى العمل بصدق وإيمان من أجل قضية يؤمن بها.
هذه المبادرة ليست مجرد حدث فني، بل هي مساحة للتعبير الجماعي تتقاطع فيها الأحاسيس مع الجماليات، وتتحوّل فيها الإبداعات إلى جسر يربط بين تونس وغزّة، بين الحلم والواقع، وبين الفن والإنسان.
إنها شهادة على أن الثقافة قادرة على أن تكون صوتًا، وأن الفن يمكنه أن يحمل رسالة تتجاوز الحدود، وتبلغ القلوب أينما كانت.

























