إطلاق أوّل دليل وطني للتعهّد باضطراب طيف التوحّد في تونس

أطلقت الجمعية التونسية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، عشية اليوم الثلاثاء، بالمجمع العلمي بمستشفى الرازي بمنوبة، أوّل دليل توصيات علمي في مجال التعهّد والتكفّل باضطراب طيف التوحّد في تونس.

وقد انتظم بالمناسبة لقاء أشرف عليه المدير العام للطب المدرسي والجامعي بوزارة الصحة، لطفي بن حمودة، والمديرة العامة لمستشفى الرازي، نعيمة توجاني، بحضور أعضاء الجمعية التونسية للطب النفسي للأطفال والنائبة بمجلس نواب الشعب أسماء درويش.

وأفادت رئيسة الجمعية ورئيسة قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين بمستشفى الرازي، أسماء بودن، في تصريح لـ(وات)، بأن الدليل يتكوّن من 30 صفحة ويضمّ أكثر من 100 توصية علمية، تتناول مختلف التساؤلات المتعلّقة باضطراب طيف التوحّد، من بينها آليات التقصّي المبكر، وأسباب الإصابة، وتصحيح الأفكار المغلوطة، إضافة إلى التشخيص، والتدخّل التربوي، والعلاج الدوائي، والأساليب التأهيلية، والمحظورات في التعامل مع الحالات، بما يضمن الكشف المبكر، والتشخيص الدقيق، والتدخّل الشامل ومتعدّد الاختصاصات.

وبيّنت بودن أن هذا الدليل، الذي يعد الأوّل من نوعه في تونس في مجال الممارسات السريرية الخاصة باضطراب طيف التوحّد، تمّ إنجازه بالتعاون مع الهيئة الوطنية للتقييم والاعتماد في المجال الصحي، وهو يهدف إرساء إطار مرجعي رسمي قائم على منهجية علمية دقيقة، يحدّد أفضل الممارسات والتوصيات في مجال التعهّد والتكفّل، باعتبار أنّ التدخّلات المبنية على الأبحاث العلمية من شأنها تحسين مهارات التواصل والسلوك وتعزيز جودة الحياة.

وأضافت أنّ الدليل يسعى كذلك إلى توحيد الممارسات الطبية المتعلّقة بالتقصّي المبكر والتشخيص والمسار العلاجي في مختلف جهات البلاد، ولا سيّما في المناطق التي تعاني نقصًا في الموارد البشرية من مهنيين ومختصّين.

وأشارت بودن إلى أن إعداد الدليل انطلق منذ سنة 2024، وهو ثمرة عمل فريق متعدد الاختصاصات يضم أكثر من 60 خبيرًا، وقد صادقت عليه الهيئة الوطنية للاعتماد في مجال الصحة، بالاعتماد على أحدث المراجع العلمية الدولية، من بينها الدليل المعتمد في تجربة سنغافورة، إضافة إلى آخر نتائج الأبحاث العلمية المنجزة في هذا المجال.

وأبرزت أهميّة الدليل في استهدافه العائلات والمهنيين والمتدخّلين في منظومة الإحاطة والتكفّل باضطراب طيف التوحّد، بما يساهم في توحيد طرق التشخيص والعلاج وتوفير رعاية دقيقة وشاملة، تسهل التعامل مع هذا الاضطراب داخل الأسرة والمدرسة والمجتمع.

كما أكدت أن الدليل يتضمن توصيات أساسية، من بينها ضرورة التكوين المستمر لمهنيي صحّة الطفولة المبكرة بالمراكز الصحيّة الأساسية، وتوضيح الرؤية للأولياء حول كيفية اختيار أنسب المراكز لمتابعة أبنائهم، بما يضمن مسارًا أوضح وأكثر تنسيقًا وإنصافًا للأطفال وأسرهم، في ظلّ الحاجة المتزايدة إلى توحيد الممارسات المهنية وتحسين جودة الخدمات المقدّمة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحّد.