اخبار تونس
موقع كل يوم -أنباء تونس
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
كاتب المقال يرى خطرا كبيرا في المحاولة التي يقوم بها اليوم دونالد ترامب من أجل وضع يده نهائيا على إحدى ركائز الجمهورية في الولايات المتحدة وهي مؤسسة الجيش. أن تصبح القوة العسكرية تخضع لأهواء رجل مثل الرئيس الأمريكي الحالي هو خطر محدق بالسلم في العالم.
فوزي بن عبد الرحمان *
في قاعة مليئة بأكثر من 800 ضابط سامي بالجيش الأمريكي أتوا من كل أنحاء العالم تكلم الرئيس الأمريكي يوم 30 سبتمبر 2025 و معه وزيره للدفاع بيت هغسات Pete Hegseth و الذي اشتغل كظابط احتياط في الولايات المتحدة و غوانتنامو و العراق و أفغانستان و أصبح بعد ذلك معلقا سياسيا في قناة فوكس نيوز المعروفة بمواقفها المحافظة قبل أن يصبح وزيرا للدفاع – وزارة غير إسمها ترامب إلى وزارة الحرب (ربما تحسبا لجائزة نوبل للسلام !).
خطاب وزير الحرب كان حول ضرورة الولاء لرئيس الولايات المتحدة في بلد يقسم فيه جنوده على الولاء لدستور البلاد و هذا تغيير جوهري في العقيدة العسكرية و التي لا يمكن أن تمر مر الكرام في الولايات المتحدة، بلد له تقاليد و عقيدة يصعب تغييرها.
ألقى ترامب خطابا غير متماسك و كان على غير عادته غير مرتاح أمام قاعة صامتة لا تصفق (و هذا تقليد للمؤسسة). طلب منهم التصفيق إن أرادوا أو حتى المغادرة و لكن لم يصفق أحد و لم يغادر أحد.
طلب ترامب من المؤسسة العسكرية أن تقاوم العدو الداخلي قبل العدو الخارجي و هذا تغيير جوهري في العقيدة العسكرية الأمريكية و هو يقصد بذلك خاصة المدن التي يحكمها الديمقراطيون المعارضون لحكمه.
المؤسسات العسكرية في كل بلدان العالم مؤسسات منظبطة لقيادتها و لأوامرها و لكن خلافا لبلداننا للعسكريين من يتكلم بإسمهم في سلك المتقاعدين و هم غالبا ما يعبرون عن الرأي داخل المؤسسة العسكرية النشيطة.
تكلم العديدون منهم بعد ذلك معتبرين خطابات وزير الحرب و الرئيس خطابات مهينة و عنصرية (مناهضة للأقليات) و كذلك تفتح الباب أمام حكم فردي استبدادي غير جمهوري.
تمتلك الولايات المتحدة – حسب إحصائيات 2017 – أكثر من 700 قاعدة عسكرية في 177 بلدا منها 19 قاعدة في بلدان الشرق الأوسط العربية و يعمل بهذه القواعد أكثر من 200 ألف عسكري.
ميزانية الحرب في الولايات المتحدة تفوت 35% من مجموع النفقات العسكرية في العالم قبل الصين (12%) و روسيا (5%).
أن تصبح هذه القوة العسكرية تخضع لأهواء رجل مثل ترامب هو خطر محدق بالسلم في العالم و سيكون أخطر بكثير بعد الإعلان عن الحائز لجائزة نوبل للسلام لعام 2025 و التي لن تكون من نصيبه إلا إذا…
* وزير سابق في تونس.