اخبار تونس
موقع كل يوم -أنباء تونس
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
فعلا تغيرت ملامح الأستاذة. و ان غزا الشيب رأسها فنظرتها بقيت كما هي ثاقبة و متأججة بحب الوطن وهو ما وصفه تقريبا الأستاذ سامي بن غازي في التدوينة التالية التي نشرها مساء اليوم الاثتين على صفحات التواصل الاجتماعي بالفايسبوك:
'للناس الذين هالتهم صورة سنية، وقد غزا الشيب رأسها، وبدا على ملامحها ما لا يبدو إلا على من قضى تسعة عشر عامًا خلف القضبان، لا تسعة عشر شهرًا، نقول: إن ما أصابها ليس عارضًا في الجسد، بل هو أثر السنين وقسوة السجن حين تمتد على الروح والوجه معًا.
نحن، محاموها وأهلها، نزورها كل مرة ونحن نتهيّب اللقاء، لأننا نعلم أن في رؤيتها ألمًا يتجاوز قدرتنا على الاحتمال. نخرج من عندها مثقلين بصمتٍ لا يُحتمل، وكأن جدران السجن قد انتقلت فينا. أحيانًا تسبق دموعنا خطانا، لا ضعفًا، بل لأن الظلم حين يطول، يضيق به القلب مهما اشتدّ.
الظلم هو أبشع ما يعيشه الإنسان، غير أن الأشدّ فظاعة منه أن يشعر بالعجز حياله. فكيف بمن جمع الله عليه كليهما؟ أن يُظلم، وأن يُعجز عن رفع الظلم عن نفسه أو عمّن يحب؟
ومع ذلك، فنحن نعلم أن هذا الليل ليس أبديًّا، وأن الفجر – وإن تأخّر – آتٍ لا محالة. سيأتي اليوم الذي تُروى فيه هذه الأيام لا بالبكاء، بل بالعبرة. وسنية ستعود، تحمل وجهها الذي أنهكه السجن ولكن لم يُطفئ نوره، لتكون كما كانت، بل أقوى وأصفى وأجمل مما كانت عليه'.

























