كندا.. طائر جارح يتسبب بحريق في أحد الحقول 

في واقعة طريفة وغير مألوفة، أعلنت فرق إطفاء مقاطعة بريتش كولومبيا الكندية احتجاز طائر جارح لاستجوابه بعد أن تسبب باندلاع حريق بأحد الحقول إثر سقوط سمكة من مخالبه على خطوط الكهرباء.

وأوضحت دائرة الإطفاء والإنقاذ في مدينة أشكروفت في مقاطعة بريتش كولومبيا الكندية في منشور لها على 'فيسبوك'، أن فرقها استجابت يوم الأربعاء الماضي، لحريق صغير في حقل يبعد حوالي 6 كيلومترات جنوب إشكروفت. وبعد السيطرة على الحريق، باشرت التحقيق وتبين أن السبب كان سمكة أسقطها طائر جارح من نوع 'العقاب النسري' أثناء تحليقه فوق خطوط الكهرباء. حيث التقط الطائر السمكة من نهر يبعد نحو 3 كيلومترات عن موقع الحريق، وأثناء مروره فوق أسلاك الكهرباء أسقطها عن غير قصد، مما أدى إلى ملامسة السمكة للسلك وحدوث شرارة سقطت على الأعشاب الجافة وأشعلت الحريق.

وأكدت دائرة الإطفاء والإنقاذ إلقاء القبض على الطائر المشتبه به، مشيرة إلى أنه محتجز لدى السلطات. وأوضحت أن القاضي، رفض طلب الإفراج عنه بكفالة نظرا لوجود خطر كبير هو أن يقوم المشتبه به بالطيران ويلوذ بالفرار.

ورجّح المسؤولون أن يكون الطائر قد أسقط فريسته بسبب الإرهاق الناتج عن درجات الحرارة المرتفعة، أو لأنه اصطاد سمكة أكبر من قدرته على حملها في أثناء الطيران.

وأضاف البيان، ساخرا: 'أو ربما ملّ من تناول السمك النيء، وقرّر أن يجرّب المشوي!'.

وأكدت دائرة الإطفاء والإنقاذ في مدينة أشكروفت أن الطائر لم يتعرض لأي أذى، خلافا للسمكة التي كانت سبب الحريق.

ويعد العُقاب النَّسري (Osprey)، أو ما يُعرف بـ'عقاب السمك'، طائرا جارحا متوسطا إلى كبير الحجم، يعيش بالقرب من المسطحات المائية ويتغذى بشكل شبه كامل على الأسماك. يُعرف علميا باسم 'Pandion haliaetus'، ويُعد من أكثر الطيور الجارحة تميزا وأكثرها سهولة في التعرف عليها.

كما يتميّز هذا الطائر بمهارات صيد عالية، إذ يرصد فريسته من الجو قبل أن ينقضّ عليها بسرعة خاطفة ويصطادها بمخالبه الحادة.

وغالبا ما يحمل العقاب النسري فريسته لمسافات طويلة في أثناء الطيران، لكنه قد يُسقطها في حال شعوره بالإرهاق أو إذا كانت الفريسة أثقل من قدرته على التمسك بها، ما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى حوادث غير متوقعة، كما حدث في هذه الواقعة.

ويبني هذا النوع من الطيور أعشاشه الضخمة على الأشجار المرتفعة أو أعمدة الكهرباء أو الهياكل المرتفعة القريبة من المياه، ويعود عادة إلى نفس الموقع موسما بعد آخر.