اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في حادث مأساوي هزّ أوساط الجالية السودانية في المملكة العربية السعودية، لقي الطبيب السوداني عبدالعزيز إدريس وزوجته مصرعهما اختناقًا داخل مركبتهما بمدينة شقراء، إثر تسرب غاز من مكيف السيارة أثناء عودتهما من العاصمة الرياض.
الحادثة المؤلمة وقعت في لحظة مفاجئة، عندما تحولت رحلة قصيرة بين مدينتين إلى كارثة صامتة أنهت حياة طبيب جراح وزوجته في مشهد أثار موجة من الحزن والتساؤلات حول خطورة الإهمال الفني داخل المركبات.
تفاصيل الحادثة.. رحلة لم تكتمل
وبحسب مصادر محلية من مدينة شقراء، فإن الطبيب عبدالعزيز إدريس، الذي يعمل جراحًا في مستشفى شقراء العام، كان برفقة زوجته التي تعمل بمجمع أباس الطبي في ذات المدينة. وبعد زيارة عائلية اعتيادية إلى العاصمة الرياض، استقلّا سيارتهما عائدين إلى مقر إقامتهما في شقراء.
وفي الطريق، وقع التسرب الغازي داخل المقصورة المغلقة للسيارة، ما تسبب في اختناقهما سويًا دون أي فرصة للنجاة، حيث عُثر عليهما لاحقًا داخل المركبة وقد فارقا الحياة، وسط ذهول من حجم الصدمة.
حزن واسع وتعاطف كبير
أثارت الواقعة المروعة تعاطفًا واسعًا في أوساط الجالية السودانية بالمملكة، حيث امتلأت منصات التواصل الاجتماعي برسائل النعي والرثاء، التي عبّرت عن الحزن العميق لفقدان اثنين من أبناء الوطن في ظروف قاسية وصادمة.
ونشر زملاء الراحلين في المجال الطبي تدوينات مؤثرة، أشادوا فيها بمهنية الطبيب عبدالعزيز وتفاني زوجته في عملها، مؤكدين أنهما كانا نموذجًا يحتذى في الأخلاق والاجتهاد، وأن رحيلهما بهذه الطريقة يمثل خسارة مزدوجة للجالية وللمؤسسات التي عملا بها.
تحذيرات من كوارث صامتة
وعقب الحادثة، شددت جهات طبية وهندسية على أهمية فحص أنظمة التكييف والتهوية في المركبات، لا سيما في فصل الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات خطيرة تؤدي أحيانًا إلى انبعاثات ضارة أو اختناقات غير محسوسة.
وحذرت هذه الجهات من الاعتماد الكلي على التكييف في المركبات المغلقة لفترات طويلة دون تهوية، خاصة أثناء التوقف أو السير البطيء، حيث قد يؤدي تسرّب غاز التبريد أو ثاني أكسيد الكربون إلى حالات إغماء واختناق مفاجئ، مثلما حدث في هذه الحالة.
ردود فعل رسمية متوقعة
ورغم عدم صدور بيان رسمي حتى الآن من السفارة السودانية في الرياض، إلا أن مصادر مقربة توقعت اتخاذ ترتيبات عاجلة بشأن ترحيل الجثامين وتقديم الدعم اللازم لعائلة الضحيتين.
كما يُتوقع أن تفتح السلطات السعودية تحقيقًا فنيًا شاملًا حول سبب تسرّب الغاز داخل المركبة، وما إذا كانت هناك مسؤولية فنية أو صيانة ناقصة تسببت في هذا الحادث.