اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
أخبار اليوم – أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – من جنوب إمدرمان – الدفاع المدنى يكافح المسيرات
الممازجة
الدفاع المدنى لايتغيب عن مسارح الكوارث والمصائب ، يتقدم الصفوف منذ إندلاع الحرب ضد الوطن والمواطن ، مدافعا منافحا ، مستشهدا وجريحا ومصابا وموجوعا كسائر السودانيين غير مستسلم ، و تأخره وتخلفه مضطرا عن أداء مهامه فى مناطق انتشار المتمردين على الدولة والجيش ، و لخراقة سلوك محارب شاذ غير معهود مستهدف أجهزة المواطن الحيوية ، وةالتأخر لتسلح القوات الدفاعية المدنية ب أسلحة القوة الإنسانية الناعمة وأدواتها مقابل الفتاكة التى لاتجنى منها البشرية غير الخراب والدمار ، وعقيدة الدفاع المدنى تفضى لا محالة حرب القذارة لتغييرها ، إستعدادا لكل الإحتمالات ، كما ينبغى مع مختلف الأجهزة والقوى النظامية وعلى رأسها القوات المسلحة ، التعديل فى طبيعة الأشياء وطباع القائمين عليها فى كل مرحلة وحين ضرورة ، و مواكبة لروح العصر ، والدفاع المدنى تحت قيادة الفريق عثمان عطا ، يحسن الأداء برؤى خلاقة وروح وثابة متغلغلة فى نفوس منسوبيه على مر العصور ، مرتكزا على تجربة عريقة مستفيدة من تجارب دول فى درء الكوارث طبيعية أوبفعل البشر أو صروف القدر ، مطالع القرن التاسع عشر ، بداية تاريخية دفاعنا المدنى المتطور إلى القوة الشرطية النظامية الرابعة والرافعة ، وقيادته الحالية إمتداد لجيل رائع وأسماء كبيرة ، يسير على هداها سعادة الفريق عثمان عطا ومنسوبو هذه القوة الممازجة بين الشرطية والمدنية ، القريبة من وجدان الناس ، بمظاهر وجود هذه القوة فى المرافق الحيوية وقريبة من مختلف الأعيان المدنية ، مبعث إطمئنان للمواطنيين ، وومحببة ليهم صافرات سيارات الإطفاء ، نغمة فى وجيد السودانيين المكنيين كل التقدير والإحترام لقوات الدفاع المدنى وجندها البسل ، ويحفظون لأفراد منها وجماعات تضحيات فريدة لإنقاذ حياة إنسان وأحيانا رفقا بالحيوان ، وتطبق شهرة قوات دفاعنا المدنى الآفاق ، لأدوار أنجزتها فى مهام وطلعات إنسانية ، عونا للدول الصديقة حال وقوع كوارث تستدعى المعاونة والملاطفة ، غير مرة تبرز أهمية الدفاع المدنى فى تعزيز الروابط مع الشعوب والأمم الصديقة ، وأخير وليس آخر مشاركة قوات دفاعنا المدنى المثيرة للإعجاب ، خارج الحدود فى جمهورية تركيا الدولة المحورية من بين خمس لا غنى لنا عنهم ، مبعوثو رحمة و إنسانية دفاعنا المدنى قبل الحرب اللعينة ، وقع اختيار القيادة على قوات نخبة ، لعون النظراء الأتراك فى أخير كوارثهم الطبيعية الزلزالاية ، أحسنت البلاء والأداء وتصدرت المشهد ، وعنونات (وكالات) وفضائيات الأخبار والأنباء ، ويحفل السجل ويزخر تاريخا بأسماء ويشمخ بموروثات ، تماثل عراقة الدفاع المدنى وقدرة قواته على البروز فى كل مرة وحين ، وبروزها فى المضامير أفراس رهان فى اللفات الأخيرة لا غنى عنه ولا بديل ، وكسب قوات الدفاع المدنى والحرب ممتدة فى التلطيف على النازحين والمتأثرين ، يقف دليلا وبرهانا ، على قدراتها الفعالة فى إمتصاص آثار صدمات الحرب وتداعياتها التى لازالت مستمرة ومشتدة خطورة ، وتستدعى بذل المزيد ، وهاهى قوات الدفاع المدنى صفا انتباه ، تتقدم بتؤودة وبلا هيلة وهيلامنا لدحر أوكار المصائب المعلة الإنسان وتقضى على ما يظهر ويبطن من مسيرات المصائب.
الإبتكار
وكم أحسست كم وكم ، بأهمية قوات الدفاع المدنى ، محاصرا فى شمبات لعام كامل بلا خنادق وبلا معرفة لاتخاذ السواتر ، تشتعل الحرائق قربنا فى المنازل المهجورة أوكارا بالجنب و فى السيارات الرابضة غير القابلة للشفشفة ، فنرخى السمع توقا لسماع أصوات صافرات عربات الإطفاء وظهور قواته مبعث الراحة والإطمئنان فى الشدائد ، ولم ينقطع الدوى طوال سنوات الحرب ، وقوات الدفاع المدنى تتغلب على هدر الحرب من مواردها وسلبها أهمها ، ويفلح القائد عطا فى تجميع صفوف القوات لخوض الحرب الموازية ، ولإطفاء حرائق الإحساس بعدم وجود المآوى فى المنازح ، ولسعات العطش والجوع جراء التشرد ، وتتبعت لعامين ونصف من الحرب عن بعد وقرب أدوار قيادة وقوات الدفاع المدنى فى تلطيف أجواء النازحين والمشردين من مناطق انتشار الدعامة وسيطرتهم السالبة ، آوين للولايات التى تنقلت فيها والحرب قمة السعار والإستعار وشهدت أدوار الدفاع المدنى ، وفى بورتسودان ، وقفت على مجهودات الجنرال مدنى حميدان ، مسنودا بقوة دفع الفريق مدنى عطا الخماسية وتجربته المشهودة فى قيادة قوات الدفاع المدنى من العاصمتين الإدارية والقومية ، وقدر هذه القوة عدم إنتهاء مهامها بتقديم الإسعافات الأولية ، إذ تجابه اليوم مخاطر القضاء على أسباب ونواقل وحواضن أوبئة الحرب ، لا تقف مكتوفة الأيدى بل مبسوطة لدرء ما تستطيع من المخاطر سبيلا ، تعديل الطبيعة وتغيير الذهنية للتعامل مع المستجدات هى ثوابث سياسة قيادة الدفاع المدنى والفريق عطا ، لخوض الحرب الموازية الأشرس ومواجهة مسيراتها الإنتحارية والأستراتيحية المختبئة بين تشاجر الأغصان وتلاحم الأوكار المهجورة بجنوب أمدرمان ، نقطة إنطلاق قوات الدفاع المدنى لشن الحرب على نواقل الأمرض من هوام الأرض ودوابها ، إذ تنفذ منذ السبت المنقضى حملات كبري لاصحاح البيئة والقضاء على نواقل الأمراض بمحلية امدرمان الريف الجنوبي ، قري الجموعية ، تنتظم القوات مشكلة لوحة وملحمة القيام باعمال برية داخل الاحياء السكنية والميادين والمراكز الصحية ، مطلقة أعمال نهرية على طول الشريط النيلي بالجنوب الأمدرمانى ، نقطة الإنطلاق المدروس ، بواسطة القوارب النيلية واستخدام الطلمبات والمدافع الضبابية ، للقضاء على نواقل الأمراض باعوض وذباب وحشرات ، مسيرات تداعيات الحرب ، عبر خطة عملية محكمة يتم تنفيذها بالصورة القياسية المثلى تحت إشراف الفريق عطا ومتابعته الميدانية ، خبراء يصفون الحملات بالفعالة والمؤثرة ، ويشيدون بالطرائق المبتكرة ، والعمل بواسطة القوارب النيلية ، واستخدام طلمبات ومدافع ضبابية لرش الشريط النيلي و أثره الفعال جدا في القضاء على نواقل الأمراض ، ودون هذه الحيلة فى مثل هذه المناطق ، يصعب الوصول إلى الأوكار والحواضن برا لكثافة الأشجار ، التحية والتقدير لقوات الدفاع المدنى ، لتضحياتها وإقدامها بقيادتها لدخول أعشاش دبابير الأوبئة ، و لإختراعها للمرة الأولى هذا النهج في المكافحة ذات الأثر الفعال